لرياضة المصارعة في العراق تقليد عريق وتاريخ مديد. وانجبت ابطالا عدة من اشهرهم الحاج عباس الديك الذي قهر المصارع الالماني الهر كريمر في ثلاثينات القرن الماضي لينهي انتصارات هذا الغريم الأجنبي على سلسلة من المصارعين العراقيين ويصبح عباس الديك امثولة يقتدي بها مصارعو الأجيال اللاحقة. ونال هذه الرياضي العراقي المرموق في عام 1935 تكريما من الملك غازي الذي استقبله لتهنئته على رفع اسم العراق.
وكانت رياضة المصارعة ارتبطت في مطلع القرن العشرين باسم الزورخانة ، وهي كلمة فارسية مركبة تعني "بيت القوة" ولها المعنى نفسه باللغة الكردية. وتشير كلمة الزورخانة أو بيت القوة الى مكان تدريب المصارعين. وبعد مرور نحو مئة عام على دخول كلمة زورخانة قاموس الرياضة العراقية تشكو لعبة المصارعة في عراق اليوم من عدم وجود قاعة واحدة خاصة لنزالات المصارعة ، كما أكد مستغيثا رئيس اتحاد غرب آسيا ورئيس الاتحاد المركزي العراق للمصارعة عبد الكريم حميد الزعيم.
واذا كان من المتعذر ان يتخيل المرء مصارعا يتدرب في قاعة لا يتوفر فيها الماء وقد ولجنا العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين فان رئيس اتحاد غرب آسيا واتحاد المصارعة العراقي عبد الكريم حميد الزعيم اعلن ان مصارعيه يتدربون في قاعة كهذه ، بلا ماء ، ويستعيرون الصالة وبساط المصارعة من الأندية الأخرى.
وناشد الزعيم الجهات المختصة ان تسرع بتوفير مستلزمات بطولة غرب آسيا التي من المقرر ان يستضيفها العراق في تشرين الأول هذا العام لا سيما وان اتحاد المصارعة الدولي سيزور العراق لتفقد تحضيراته.
ورغم غياب البنية التحتية التي يتطلبها تطوير رياضة المصارعة من قاعات ومراكز تدريب ودعم مادي فان المصارعين العراقيين حققوا نجاحات لافتة خلال السنوات الثماني الماضية التي شهدت فترات بالغة التعقيد والصعوبة على المستويات كافة حيث حصل العراق على المراكز الاولى في البطولات الدولية التي شارك فيها ، كما نوه رئيس اتحاد غرب آسيا واتحاد المصارعة العراقي عبد الكريم حميد الزعيم.
واوضح الزعيم ان اتحاد المصارعة يكثف جهوده لمواصلة النجاحات السابقة في مواجهة تحديات كبيرة باقامته معسكرات تدريبية للمسابقات القادمة معربا عن تفاؤله باحراز نتائج طيبة.
اللبنات الأساسية التي ارساها الرواد من امثال البطل عباس الديك توفر اساسا راسخا لإحياء امجاد المصارعة العراقية التي اعترف بها حتى الملوك