الباب الثاني
2- الدراسات النظرية والمشابهة .
2-1 الدراسات النظرية
2-1-1 التحصيل المعرفي مدخل لمفهوم المعرفة العلمية .
2-1-2 المعرفة العلمية , المعنى والمفهوم .
2-1-3 المعرفة العلمية في لعبة المصارعة .
2-1-4 الأداء التدريبي لمدرب المصارعة( الكفاية التدريبية) .
2-1-5 خصائص مدرب المصارعة الناجح .
2-2 الدراسات المشابهة .
2-2-1 دراسة رواء علاوي كاظم الخفاجي .
2-2-2 دراسة هيثم كاظم الجبوري .
الباب الثاني
2- الدراسات لنظرية والمشابهة
2-1 الدراسات النظرية
2-1-1 التحصيل المعرفي مدخل لمفهوم المعرفة العلمية
قبل إن نتعرف على التحصيل المعرفي علينا معرفة مفهوم التحصيل فعرفه (أبو حطب ) بأنه مدى استيعاب الفرد لما تعلمه من خبرات في مهارات معينة ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها الفرد في الاختبارات المعدة لهذا الغرض.(1)
يسعى كل مدرب في منهاجه التدريبي إلى اكتساب وإتقان المهارات الحركية للوصول إلى تكامل الأداء ، ويعد التدريب الطريقة التي يتم بها تحقيق ذلك في ضوء محددات بدنية ومعرفية ، ولما كان اكتساب المهارة الخاصة هو الذي يعنى بشكل أساس بعملية التدريب المتضمن في مراحله الأولى التعريف بالمهارة من خلال الشرح الشفوي والنموذج العملي واستخدام الصور والأفلام والدراسات والمناقشات وما يرافقها من تصور ذهني للحركة ، بمجموعها تكون المعرفة العقلية لدى المتعلم أو اللاعب التي يستخدمها عند البدء بالممارسة الفعالة للمهارة إذ "انه بالرغم من اكتسابها يتوقف أساسا على طريقة التدريب والفرص المتاحة للتدريب عليها ، إلا أنها ترتبط بنوعية ما يقدم إلى المتعلم من معارف ومبادئ متصلة بها "( ) .يعرف التحصيل المعرفي على انه " احد الأهداف التعليمية في معظم برامج التربية الرياضية لأنه يشكل جزء حيويا في تلك البرامج "(3)
أما ( ليلى السيد فرحات ) فتعرف التحصيل المعرفي على انه " اكتساب معلومات ومعارف وخبرات وفق محتوى معرفي منظم لوحدات أو برامج دراسية"(1)
وعرفه( مصطفى السايح ), بأنه " مجموع درجات المعلومات والمعارف المرتبطة بالمهارات الحركية وقوانينها لنشاط ما في اختبار التحصيل المعرفي في نهاية تطبيق التجربة "(2)
أما الباحث فيعرف التحصيل المعرفي (هو مقدار ما يكسبه الفرد من المعارف والخبرات التي تجسدها المحتويات المنهجية و غير المنهجية في العملية التدريبية ). إذ يمكن القول أن الهدف العام والمقروء لكل العاملين في مجال التدريب للتحصيل المعرفي يعني قياس المعارف والمعلومات التي اكتسبها الفرد من عملية التدريب نتيجة لمروره بخبرات تدريبية لمتغيرات علمية محددة , وعليه يمكننا نضع أهداف التحصيل المعرفي في النقاط الآتية :(3)
1- أداة مساعدة في دفع المبحوثين إلى اكتساب معارف واتجاهات علمية .
2- أداة مساعدة في تعريف المبحوثين بمدى تقدمهم في المعلومات والمعارف المرتبطة بالنسق التطبيقي ( المجال المهاري ).
3- التعرف على النمو ألتحصيلي للمبحوثين من خلال تكرار الاختبار أثناء تنفيذ التجربة .
4- تنشيط دافعية التعليم بمجاليه المهاري والمعرفي ونقل المبحوثين من حالة شبه سلبية ففي تحصيل المعلومات والمعارف إلى حالة ايجابية من المعرفة.
ــــــــــــــــــــــ
(1) ليلى السيد فرحات : المصدر السابق, ص33.
(2) مصطفى السايح محمد : ملامح لبنية أكاديمية للتحصيل المعرفي كمتغير في دراسات التربية الرياضية ,ط1, القاهرة , دار الفكر العربي ,ب.ت, ص30.
(3) مصطفى السايح محمد : نفس المصدر السابق , ص34.
2-1-2 المعرفة العلمية , المعنى والمفهوم
المعرفة العلمية واحدة من الأمور المهمة التي يسعى الرياضي إلى اكتسابها فهي تلبي طموحاته وتشبع احتياجاته فمن خلالها يستطيع أن يواجه المشكلات المهارية ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة والملائمة لها، أو بمفهوم آخر كلما امتلك الرياضي مجموعة اكبر من المعلومات والمعارف أصبح من السهل عليه أن يواجه الظروف المتغيرة والمتعددة في التدريب وإيجاد البدائل المناسبة. فالفرد الرياضي يجب عليه أن يعرف أولا ويمارس ثانيا، أي أن الممارسة هي واقعية لمقدار ما اكتسبه الرياضي من معرفة وفهم في مجال اختصاصه الذي يمنحه القدرة على التحليل والتعليل والاستنتاج والربط بغية اتخاذ القرار المناسب لحل المواقف ومواجهتها بأسلوب علمي مبرمج أساسه التفكير الواعي العميق الملموس المركز لاختيار الاستجابة الصحيحة من اجل الحصول على نتائج جيدة. ووضعت مفاهيم كثيرة للمعرفة إذ عرفها (وجيه محجوب) أنها " مجموعة من المعاني والمعتقدات والمفاهيم والتصورات الذهنية للإجابة عن تساؤلات الإنسان لتشبع رغباته وتحقيق إبداعاته"(1).
أما (قاسم حسن حسين) فيعطي خصوصية للمعرفة ويعرفها على أنها "المعرفة التي يحصل عليها الرياضي عن طريق الحواس أولا ثم التحليل العقلي وهي خاضعة للاختبارات الحسية أو العلمية ".( ) أما ( أمين الخولي ) فيعطي مفهوما للمعرفة من خلال ربطها بالإدراك فيقول " هي تنظيم وترتيب المدركات إلى أفكار وبنيان معلومات كي يستخدمها الرياضي في حله لمواقف اللعب المختلفة"( ).
ويقصد بها أيضا " تنظيم وترتيب المدركات إلى أفكار وبنيان معلومات كي يستخدمها الرياضي في تشكيل استجابات لمواجهة متطلبات اللعب المتغيرة. " (1)
وعرفها الباحث على انها ( هي قدرة الفرد العقلية التي تمكنه من التعامل مع المتغيرات التي تحدث في ظروف مختلفة , ولها الأثر الكبير في إتقان المهارات وتعلمها بشكل جيد وسليم ).
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أمين الخولي، ومحمود عنان: المصدر السابق ، 1999, ص16
2-1-3 المعرفة العلمية في لعبة المصارعة
تعد المعرفة العلمية احد الأهداف العامة لمعظم برامج التربية الرياضية فمن الأمور المهمة التي يجب ان يتحلى بها المدربين معرفتهم بالقوانين , والقواعد التدريبية , وفن الأداء , والمصطلحات الخاصة باللعبة , والخطط لجميع أنواع النشاط الرياضي (1)
وهذا يوضح مدى أهمية مدرب المصارعة بتزويد اللاعبين عن كافة جوانب القانون وتعديلاته وان يفهم اللاعبين أهمية دراسة قانون اللعبة اذ يعد الإلمام بالقانون أمر حيوي بالنسبة للاعب نفسه حتى لايرتكب أخطاء قد تتسبب في هزيمته وذلك لضعف درايته بالقانون , وكذلك على المدرب ان يهتم بعملية توعية اللاعبين لتنمية ثقافتهم الصحية وإكسابهم عادات صحية تنهيهم عن ممارسة العادات الضارة مثل التدخين وتناول الكحول وغيرها, وتوعية اللاعبين بالمعرفة الغذائية وما لها من أهمية كبيرة في التدريب .
ويرى ( حمدان الكبيسي ) بان من عوامل نجاح مدرب المصارعة هي المعرفة العلمية الكافية والإلمام بنظريات وطرق الإعداد للتدريب الرياضي ويعني ذلك ان يكون المدرب قادرا على استعمال المبادئ المناسبة في المهارات الأساسية للتدريب , كما يجب ان يكون قادرا على تحديد المهارات الخاصة بالأداء الفني والخططي بلعبته (2)
وهذا يعني إن التدريب في لعبة المصارعة ليس عملية صب معلومات من إناء المدرب في إناء اللاعب الخالي , بل هو عبارة عن تعليم كيفية استخدام هذه المعلومات في الوقت والمكان المناسب , وهذه عملية فنية ينبغي على المدرب ان يكتسب فنها , اذ لايمكن للاعب المصارعة ان يصل مرتبة الكفاية الممتازة من دون ان يكون ملما الماما كافيا بالمعلومات الخاصة بلعبته
ــــــــــــــــــــــ
(1) ليلى السيد فرحات : المصدر السابق , ص31.
(2) حمدان رحيم الكبيسي : التعلم والتدريب الرياضي في لعبة المصارعة , ط1 , جامعة بغداد , الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة , 2008,ص238.
والتدريب يجب إن لاينصب على المهارات الأساسية فقط , ولكن أيضا على اكتساب الخبرات وتنمية القدرات العقلية للاعب . ان المعرفة العلمية التي يمتلكها المدرب والتي تقترن بمفاهيم علمية ذات طابع تجريبي هي الأساس الذي يستند إليه في بناء الرياضي . مما لاشك فيه إن الإعداد المعرفي يؤدي دورا مهما وفاعلا في عملية البناء كون ان زيادة المعرفة تؤثر بشكل ايجابي في تطوير المقدرة العلمية والعملية . لا سيما ان تلك المقدرة تعني " ان يستخدم الرياضي عقله وذكاءه في تطبيق الخطط التكتيكية ومحاولة اكتشاف أخطائه التكتيكية " (1) بغية التصحيح وهذا ما يحتاج الى متطلبات عقلية عالية يوفرها امتلاك المعلومات والمعارف التي تعمق الرؤيا في متطلبات الأداء مما يزيد من قدرة الرياضي على اختيار الاستجابة المناسبة للوصول إلى أفضل انجاز.
والمعرفة العلمية لا تعني تراكم المعلومات والخبرات لدى المدرب ، بل يعني كيفية استخدامها وتوظيفها بشكل مبدع في الجانب التطبيقي ، فتعلم المهارات المختلفة وحده لا يكفي لامتلاك قدرات ذهنية عالية مالم يقترن ذلك بالتعلم النظري المتسلسل بدءا من السهل إلى الصعب واعتماد التحليلات البسيطة وانتهاءً بالتحليلات المعقدة وعمليات الربط ما بين الحركات الجديدة والسابقة للوصول إلى مستوى عالٍ من القدرات العقلية التي يمكن بها تحقيق نتائج متعددة.
وبهدف الشروع بالإعداد المعرفي فان هنالك خطوات تعليمية تضمن ما يأتي(2):-
1- معرفة تاريخ الرياضة والإبطال.
2- معرفة المفاهيم والمصطلحات الرياضية السائدة في النشاط الممارس.
3- معرفة فن الأداء الحركي الصحيح لكل نشاط رياضي ( تكنيك).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) محمد عثمان : التعلم الحركي والتدريب الرياضي ، ط1 , الكويت ، دار العلم للنشر والتوزيع ، 1987 ص224.
(2) عادل عبد البصير : التدريب الرياضي والتكامل بين النظرية والتطبيق ، ط1 , القاهرة ، مركز الكتاب للنشر ، 1999 ، ص263.
4- معرفة قوانين وقواعد اللعب.
5- معرفة الخطط الهجومية والدفاعية الخاصة بالنشاط الممارس.
6- قواعد الأمن والسلامة لتفادي الإصابات.
7- معرفة المعلومات الصحيحة العامة.
8- معرفة اللياقة البدنية الخاصة بالنشاط الممارس.
9- معرفة القيم الاجتماعية المكتسبة في الممارسة وكذلك السلوك المميز.
10-معرفة المهارات الترويحية التي يمكن ان يمارسها اللاعب في وقت الفراغ.
إن عمل المدرب لايقتصر على إيصال معلوماته وخبراته إلى مصارعيه بل يرتبط بكثير من الالتزامات الأخرى التي تعدت دائرة التعليم والتدريب بفنون اللعبة إلى دائرة التربية , إذ تتمدد قدرة المدرب الكفء من إمكاناته كمعلم يستطيع توصيل معلوماته والمعارف التي يمتلكها إلى لاعبيه لإكسابهم الخطوات الأولى من الأداء الفني للمسكات , ولذا يجب أن يكون المدرب معلما , ولكن لا ان يكون المعلم مدربا .(1)
ويشير الخبراء إلى نجاح الرياضي يتأكد عند الجمع بين معرفة النشاط وممارسته , وان التقدم في العمر قد يبعد الرياضي عن الممارسة ولكنه لايباعد بينه وبين المعرفة , أي أن الرياضي يستطيع الاحتفاظ بالمعلومات والمعارف مدة أطول من احتفاظه بمستواه البدني والمهاري , اذ تتيح له تلك المعلومات والمعارف فرصة الاستمتاع بلعبته المفضلة عندما يتحول إلى مشاهد .(2)
ــــــــــــــــــــ
(1) حمدان رحيم الكبيسي: المصدر السابق , ص 235.
(2) محمد صبحي حسانين , حمدي عبد المنعم احمد: الأسس العلمية للكرة الطائرة وطرق القياس , ط1, القاهرة , مطابع روز اليوسف , 1988, ص255.
وتتجلى أهمية المعرفة العلمية في تنفيذ أهداف لعبة المصارعة , إذ ترتبط بالعمليات العقلية ومدى قدرة المصارع على اكتساب واستخدام المعلومات النظرية بمختلف المستويات , وهذا ما أكد عليه ( مكارم حلمي ) على إن " المعرفة العلمية أمر ضروري لتنمية القدرات العقلية كما أنها ليست بمعزل عن الجوانب الجسمية أو الاجتماعية في مجال التربية الرياضية(1)
ــــــــــــــــــــــ
(1) مكارم حلمي (وآخرون ) : موسوعة التدريب الميداني للتربية الرياضية , القاهرة , مركز الكتاب للنشر , 2001 , ص51.
2-1-4 الأداء التدريبي لمدرب المصارعة (الكفاية التدريبية)
تعد الكفايات التدريبية أحدى جوانب إعداد المدرب لذا حظيت باهتمام كبيرفي العملية التدريبية ، حيث أثبتت نجاحها وتأثيرها الفاعل في مساعده المدربين على القيام بعمليه التدريب بكفاءة واقتدار، يعد مفهوم الكفاية التدريبية محاولة للأخذ بمعايير متعددة وعدم التركيز على جانب واحد من الجوانب التدريبية, اذ إن المدرب لا يستطيع أن يقود ألعمليه التدريبية وتطوير لعبته وطرائق تدريبها لمسايرة التطور السريع في ميدان ألمعرفه وتنفيذ المهام ألموكله إليه إلا إذا كان يمتلك مجموعه من الكفايات التدريبية وأهمها الأداء التدريبي والتي من دونها يمكن أن ينحصر دوره في تلقين المعلومات. لهذا فالمدرب مطالب بمسايره التغير والتطور باستمرار تحقيقا لمبدأ الوصول إلى المستويات المتقدمة وبشكل مستمر لان نموه في المهنة يرتبط بنموه العلمي والمهني (1).
وتعرف الكفاية في اللغة العربية " (2) :النظير، وكذلك الكفء والمصدر الكفاءة أي أنها النظير والمساوي ، ونجد في المنجد الكبير للسيكولويجا معنيين للكلمة كفاية :
ـ المعنى الأول : ويخص في سيكولوجيه النمو حيث يقصد بها مجموع الإمكانيات للاستجابات الاوليه تجاه البيئة ألمحيطه .
ـ المعنى الثاني : يعني مجموع المعارف لدى المخاطب تمكنه من الفهم والإنتاج لعدد لا نهائي من الجمل .ويعتقد( لوبلاط )إن مفهوم الكفاية لا يختلف كثيرا عن بعض المفاهيم العربية مثل : المهارة ، أو الخبرة ، حسن الأداء أو القدرة ، وعاده ما يتم استعمال الواحدة منها مكان الأخرى كما يميز( لو بلاط) بين تصورين مختلفين لمفهوم الكفاية هما : التصور السلوكي ، والتصور المعرفي ، ويعرفها ويبستر بأنها حاله امتلاك الفرد للمعلومات والاتجاهات والمهارات والقدرة على أداء واجب أو عمل معين .
يستخدم مصطلح الأداء للتعبير عن كل المظاهر التي يتمكن رؤيتها أو ملاحظتها في المجال المعرفي والمجال الانفعالي , والمجال النفس حركي , ويعرف ( جرونلند ) الأداء على انه استجابة قابلة للقياس أو الملاحظة في المجال المعرفي والمجال الانفعالي , والمجال النفس حركي , ومن ناحية أخرى يرى ( فريمان ) إن مصطلح الأداء يمكن إن يطلق على أي شئ يفعله الفرد بشكل علني وصريح .(1)
نرى في كل عام تقدما ملحوظا في الرياضة العربية والعالمية , وهذا التقدم يزداد سنة بعد أخرى , ولايمكن أن يتم هذا ما لم يكن هناك مدربون يتميزون بالأداء التدريبي العالي, وهناك اختلاف بين مدرب وأخر في الأداء لديهم في كيفية أعداد اللاعبين كما ان مستوى هؤلاء يختلف من واحد لآخر فمنهم من هو مختص ومتعمق في اختصاصه , ومنهم من هو عكس ذلك . ومن هذا الاختلاف المتفاوت لابد ان يكون هناك اختلاف أيضا في الأداء التدريبي لديهم(2). إذ يجب ان يكون لمدرب المصارعة المعرفة الجيدة بالأساليب الفنية والقوانين والخطط الخاصة بنشاطه الرياضي التخصصي الذي يقوم بالعمل التدريبي فيه وفي الواقع فان تعليم الأساسيات بطريقة جيدة للاعبين يتطلب تسلح المدربين بأكبر قدر ممكن من المعرفة , وكلما زادت معرفة المدرب بالمعارات الأساسية بلعبة المصارعة وكيفية تعليمها او تدريبها للاعبين بشكل صحيح زادت فرص النجاح في أداءه التدريبي (3).
ــــــــــــــــــــــ
(1)محمد نصر الدين رضوان : المدخل الى القياس في التربية البدنية والرياضية ط1, القاهرة ,مركز الكتاب للنشر ,2006, ص64.
(2)كمال جميل الربضي : التدريب الرياضي للقرن الواحد والعشرين,ط2,عمان , وائل للنشر والتوزيع ,2000 ص271.
(3)نبيلة احمد, سلوى عز الدين : منظومة التدريب الرياضي , ط1, القاهرة , دار الفكر العربي 2004,ص60.
فالمدرب ليس خبيرا فقط في نوع معين من الرياضة بالإضافة إلى ذلك يجب ان يكون مربي , ولهذا السبب بالذات يتطلب الأمر فرض متطلبات كثيرة على المدرب والقيام بتربية اللاعبين , اذ يجب أن يكون المدرب شخصا متعلما مربيا يدرك بصورة واعية تلك المهام التي يكلف بها .(1) وقد يخطئ الكثير من المدربين عندما يعتقدون ان الجانب التربوي لاقيمة له وقد يدرك المدرب خطأه متأخرا بعد توالي الهزائم لفريقه . فكثير من الفرق تكون مستعدة فنيا وبدنيا إلا أنها من الناحية النفسية والتربوية ضعيفة , وهذا بالطبع ينعكس على الأداء التدريبي للمدرب إذ يجب عليه ان يهتم بهذه الناحية عن طريق العمل على جعل اللاعب يحب لعبته ويعمل جاهدا على الوصول إلى الأداء الأمثل برغبته وبشغف ويبذل الجهد الأكثر في التدريب والمباريات .وهذا يعني أن يقوم المدرب بوضع برامج تدريبية جيدة وبأسلوب علمي صحيح وتدار بأداء تدريبي عالي حتى ينتج من خلالها مصارعين مستعدين استعدادا بدنيا ونفسيا ومهاريا وتربويا .إذ إن المدرب هو " الشخصية التي يقع على عاتقها القيام بتخطيط وقيادة وتنظيم الخطوات التنفيذية لعمليات التدريب وتوجيه اللاعبين خلال المنافسات (2).
نلاحظ الكثير من المدربين يعملون على تدريب لاعبيهم بنفس الأسلوب الذي كان يتدرب به المدرب حيث لايمكن بأي حال من الأحوال تنمية المستوى الفني للمصارع بصورة جيدة إذا كانت ذخيرة المهارات للمصارع تتمدد بذخيرة المهارات والمعلومات التي كان المدرب يعتمد عليها إثناء ممارسته للعبة المصارعة مسبقا .(3)
ــــــــــــــــــــــ
(1) ريسان خريبط , ناهده رسن سكر : علم النفس والمسابقات الرياضية الحديثة , جامعة الموصل , مديرية دار الكتب للطباعة والنشر , 1988,ص18.
(2) مفتي إبراهيم حماد : التدريب الرياضي الحديث تخطيط وتطبيق وقيادة , ط1 , القاهرة , دار الفكر العربي ,1998, ص27.
(3) احمد عبد الحميد عمارة , حسام الدين مصطفى حامد : أسس التدريب في المصارعة , ط1 مصر , الإسكندرية , دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر , 2009 , ص152.
ويذكر (حمدون وآخرون ) إن الخبرة العملية تساعد المدرب ان يكون متميزا بالأداء التدريبي ومتفهما للأمور الفنية الخاصة بالعملية التدريبية وباللاعبين والفريق ككل (1) لذا يجب ان لا يهمل دور خبرة المدرب في عملية التدريب إذ إن " الاعتماد على الأسس والمبادئ العلمية في عملية التدريب لاتلغي دور الخبرة الشخصية للمدرب بل أنها تتكامل مع الأسس والمبادئ العلمية للعمل على تحقيق أهداف التدريب والمدرب" .(2)
أن مهنة التدريب الرياضي هي مهنة لها أصولها وقيمتها ومبادئها وينبغي لمن يزاولها إن يمتلك كفايات مهنية وصفات شخصية تميزه من غيره من أفراد المهن الأخرى , ويتم تعزيز هذه الكفايات والصفات لدى المدرب الرياضي من خلال تحسين أدائه في هذه الكفايات بما يجعله قادرا متمكنا من أداء واجباته التدريبية والتعليمية والتربوية , كما ينبغي أن تتوفر فيه الصفات الشخصية التي تليق به كونه مدربا وقائدا تربويا في العملية التدريبية . إذ يجب على المدرب الرياضي أن يكون ثريا بمعلومات تمكنه من أداء عمله بشكل ميداني سليم , فضلا عن قدرته على اداء الكفايات المهنية والصفات الشخصية التي تؤهله للنجاح في مهنته التدريبية ويصبح عنصرا فعالا ومؤثرا في تحقيق أي إصلاح او تطوير في العملية التدريبية .
ومن هنا يتضح لنا أهمية الحاجة إلى الأداء التدريبي للمدرب الذي يجب أن يمتلكه مدرب المصارعة , ويجب علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار بان المدرب ليس مصنوعا أو مطبوعا, بل أن العملية التدريبية عملية موهبة مهنية تتطور بالممارسة والخبرة . ومن خلال ماتقدم وضع الباحث تعريفا إجرائيا للأداء التدريبي على انه ( هو جميع المعلومات والخبرات والمعارف والمهارات التي تعكس سلوك المدرب أثناء التدريب في الوحدة التدريبية , وتظهر في تصرفات مهنية من خلال الدور الذي يمارسه ).
ـــــــــــــــــــــ
(1)راشد حمدون ( وآخرون ) : الإدارة والتنظيم في مجال التربية الرياضية ,الموصل , مطابع جامعة الموصل , 1984, ص187.
(2) مفتي إبراهيم حماد : المصدر السابق , ص23.
2-1-5 خصائص مدرب المصارعة الناجح
إن المدرب الرياضي ذا الشخصية التربوية التي تتولى عملية تربية وتعليم اللاعبين والتي تؤثر في تنمية مستواهم الرياضي والأخلاقي تأثيرا مباشرا والذي له الدور الفعال في تطوير شخصية اللاعب تطويرا شاملا ومتزنا يجب ان يتحلى بخصائص تجعله مثلا أعلى ومن هذه الخصائص الآتي: (1)
1- أن يكون مؤمنا ومحبا لعمله ومقتنعا بقيمته في تدعيم سياسة المجتمع وتربية المصارعين وتحقيق أعلى المستويات .
2- ان يتسم بالشخصية المتزنة حتى يكسب احترام الجميع ويتحلى بالصبر بعيد عن سرعة الانفعال قادرا على ضبط النفس أمام مصارعيه بعيد عن التعصب ومستعدا للمناقشة بصدر رحب غير متردد .
3- ان يكون قدوة ومثالا للمصارعين .
4- يتميز بالقدرة على كشف المواهب مبكرا عند الانتقاء والتعرف على نواحي قوة مصارعيه .
5- يمتلك حصيلة كبيرة من المعلومات والمعارف عن كل مايتصل بجسم الإنسان وأعضائه مع الإلمام الكافي بالعلوم الأخرى المرتبطة بالتدريب الرياضي .
6- ان يتمتع بالصحة الجسمية واللياقة البدنية وان يدل مظهره على الحيوية والنشاط .
7- ان يكون حريصا على مستواه الفني والبدني والثقافي والتربوي وذلك بمتابعة مايستجد من معلومات لها علاقة باختصاصه وضرورة اشتراكه بالدورات التدريبية التطويرية .
8- ان تكون علاقته مبنية على الاحترام المتبادل مع اللاعبين وزملاءه المدربين .
ـــــــــــــــــــــ
(1) حمدان رحيم الكبيسي: المصدر السابق , ص235-236.
وقد أجريت دراسة على عينة من المدربين يمثلون العديد من الأنشطة الرياضية وأظهرت النتائج ان هناك ثلاثة أنواع يتميز بها المدربون الناجحون هي(1):
1- الانجاز : ويعني مقدرة الفرد على انجاز شئ صعب , فضلا على التغلب على العقاب وتحقيق مستوى مرتفع , كذلك التفوق على الذات إضافة إلى منافسة الآخرين والتفوق عليهم .
2- التأمل الذاتي : ويعني مقدرة الفرد على تحليل دوافعه ومشاعره كذلك تحليل سلوك الآخرين ودوافعهم .
3- السيطرة : وتعني مقدرة الفرد على التأثير في سلوك اوتفكير الآخرين أو توجيههم بالإيحاء , أو بالإقناع , أو بالأمر كذلك الدفاع عن وجهة نظره بإصرار .
ومن اجل إنجاح العملية التدريبية وبلوغ الهدف المنشود لابد للمدرب أن يكون حريصا باستكمال الواجبات الآتية (2)
1- تنظيم السجلات الخاصة بالتدريب والمصارعين : يتم تسجيل الخطة التدريبية في سجل خاص والأخر لتسجيل أسماء المصارعين وأعمارهم ومستواهم التدريبي وتاريخ المباشرة بالتدريب وعدد المشاركات في البطولات ونتائجها .
2- الاشتراك مع المدربين الآخرين في وضع المنهج التدريبي .
3- إجراء الفحوصات الدورية للاعبين المصارعين .
4- التعاون مع المصارعين وأسرهم ورعايتهم وتفوقهم في دراستهم وإعمالهم إلى جانب اشتراكهم بممارسة التدريب .
5- المتابعة المستمرة لأوزان مصارعيه والإلمام بكيفية تخفيف أوزانهم وأسلوب التغذية الصحي لهم .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) أسامة كامل راتب :علم نفس الرياضة، ط3، ، القاهرة، دار الفكر العربي، 2000,ص377
(2) حمدان رحيم الكبيسي : المصدر السابق , ص237.
2-2 الدراسات المشابهة
2-2-1 دراسة ( رواء علاوي كاظم الخفاجي ) 2003 (1)
العنوان : المعرفة العلمية في لعبة كرة السلة وعلاقتها بالأداء المهاري الهجومي في اللعبة ذاتها .
الهدف: بناء وتقنين مقياس المعرفة العلمية في لعبة كرة السلة وعلاقتها بالأداء المهاري الهجومي لطلبة كليات التربية الرياضية في العراق للعام الدراسي 2003-2004 وتحديد درجاته ومستوياته المعيارية .
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي بأسلوبيه المسحي والعلاقات المعيارية لملائمتهما طبيعة المشكلة, وقد تم اختيار العينة بالطريقة العشوائية البسيطة , وقد اشتملت على ( 64) طالب .
قامت الباحثة ببناء المقياس الذي اشتمل على ( 6) مجالات وهي ( تاريخ اللعبة , قانون اللعبة , إدارة الفريق , الصحي والوظيفي , التربوي , التدريبي ) وفي ضوء تلك المجالات تم تحديد ( 93) فقرة , وبعد عرضها على الخبراء تم قبول جميع الفقرات ولكن بعد تبديل وتعديل قسم منها . فأصبح المقياس مكون من ( 93) فقرة , اذ تم تطبيقها على العينة واستخراج الأسس العلمية للمقياس ( الصدق , الثبات , الموضوعية ). وتم حساب القوة التميزية للفقرات وإجراء التحليل ألعاملي , فأصبح المقياس مكونا في صيغته النهائية من ( 42) فقرة .
وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها خرجت الباحثة باستنتاجات أهمها . أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباط معنوية طردية بين معرفة أفراد المجتمع المبحوث وأدائهم المهاري الهجومي في لعبة كرة السلة .
ـــــــــــــــــــــ
(1) رواء علاوي كاظم : المعرفة العلمية في لعبة كرة السلة وعلاقتها بالأداء المهاري الهجومي في اللعبة ذاتها , أطروحة دكتوراه , كلية التربية الرياضية , جامعة بابل ,2003.
2-2-2 دراسة ( هيثم محمد كاظم الجبوري ) 2007(1)
العنوان : المعرفة العلمية وعلاقتها بالاحتراق النفسي لمدربي كرة القدم .
الهدف : بناء مقياس المعرفة العلمية والتعرف على درجاتها لمدربي كرة القدم.
استخدم الباحث المنهج الوصفي بأسلوب العلاقات المتبادلة ودراسة الوضع الراهن، وتم اختيار العينة بالأسلوب الطبقي العشوائي. وقد اشتملت العينة على (110) مدربين، وقد أجرى الباحث مسحاً على عدد كبير من المصادر والمراجع والبحوث لتحديد موضوعات الدراسة التي اشتملت على (4) مجالات تضمن رابعها مجالين فرعيين وهي ( تاريخ اللعبة – قانون اللعبة – الصحي والوظيفي – التدريب ويتفرع إلى المؤهلات الذي يتفرع بدوره إلى الجانب التربوي – الجانب البدني – الجانب النفسي – وإدارة الفريق الذي يتفرع إلى قيادة الفريق في التدريب – وضع الخطة التدريبية – قيادة الفريق في المنافسة ومهارات الإيصال ).
وفي ضوء تلك المحاور تم تحديد (110) فقرات تم قبولها جميعها فأصبح المقياس مكوناً من (110) فقرات تم تطبيقها على عينة البناء والبالغة(80( مدرباً يمثلون أندية (7) محافظات من الوسط والجنوب.تم بعدها استخراج معاملا الصدق والثبات وحساب القوة التمييزية للفقرات فأصبح المقياس مؤلفاً من (30) فقرة. وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها خرج الباحث باستنتاجات أهمها، بناء مقياس المعرفة العلمية في لعبة كرة القدم، وقد تمثلت المعرفة العلمية بثلاثة مجالات هـي ( المجال القانوني – المجال الصحي والوظيفي والفسلجي ومجال التدريب ).
ـــــــــــــــــــــ
(1) هيثم محمد كاظم : المعرفة العلمية وعلاقتها بالاحتراق النفسي لمدربي كرة القدم , أطروحة دكتوراه , كلية التربية الرياضية , جامعة بابل , 2007.
2-2-3 مناقشة الدراسات المشابهة
إن معظم الدراسات المشابهة اتبعت خطوات متشابهة في كثير من إجراءاتها من حيث اختيار عينة البحث وأسلوب تحديد مجالات البحث وصياغة فقراتها وطرائق تحليلها وإيجاد معاملات الصدق والثبات والموضوعية واستخراج المعايير لدرجات الخام وقد استفاد الباحث كثيراً من هذه الدراسات من حيث كيفية بناء وتقنين مقياس المعرفة العلمية.
من خلال ماتم عرضه من الدراسات المشابهة , يبين الباحث ان الدراسات تركزت حول المحاور الآتية :
1- اتفقت دراسة الباحث مع الدراسات المشابهة في إيجاد العلاقة بين المعرفة العلمية والمتغيرات التابعة لها , اذ تركزت دراستنا الحالية في معرفة علاقة المعرفة العلمية بالأداء التدريبي لمدربي المصارعة الحرة , أما الدراسات المشابهة فكان تبحث في العلاقة بين المعرفة العلمية والأداء المهاري الهجومي في لعبة كرة السلة , وأخرى أوجدت العلاقة بين المعرفة العلمية والاحتراق النفسي لمدربي كرة القدم .
2- اختلفت دراسة الباحث مع الدراسات المشابهة من حيث عينة الدراسة فعينة دراستنا تركزت على مدربي المصارعة الحرة في أندية بغداد والفرات الأوسط , أما الدراسات المشابهة فكانت عينة دراستهم هي طلبة كليات التربية الرياضية وأخرى مدربي كرة القدم للدرجتين الأولى والممتازة .
3- اختلفت دراسة الباحث مع الدراسات المشابهة , اذ تم في دراستنا قياس الأداء التدريبي لمدربي المصارعة الحرة مع استنباط معادلة تنبؤية تحدد مقدار الأداء التدريبي بدون الحاجة إلى التصوير او المشاهدة, وقياس أدائهم بأسلوب رياضي صحيح.
2- الدراسات النظرية والمشابهة .
2-1 الدراسات النظرية
2-1-1 التحصيل المعرفي مدخل لمفهوم المعرفة العلمية .
2-1-2 المعرفة العلمية , المعنى والمفهوم .
2-1-3 المعرفة العلمية في لعبة المصارعة .
2-1-4 الأداء التدريبي لمدرب المصارعة( الكفاية التدريبية) .
2-1-5 خصائص مدرب المصارعة الناجح .
2-2 الدراسات المشابهة .
2-2-1 دراسة رواء علاوي كاظم الخفاجي .
2-2-2 دراسة هيثم كاظم الجبوري .
الباب الثاني
2- الدراسات لنظرية والمشابهة
2-1 الدراسات النظرية
2-1-1 التحصيل المعرفي مدخل لمفهوم المعرفة العلمية
قبل إن نتعرف على التحصيل المعرفي علينا معرفة مفهوم التحصيل فعرفه (أبو حطب ) بأنه مدى استيعاب الفرد لما تعلمه من خبرات في مهارات معينة ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها الفرد في الاختبارات المعدة لهذا الغرض.(1)
يسعى كل مدرب في منهاجه التدريبي إلى اكتساب وإتقان المهارات الحركية للوصول إلى تكامل الأداء ، ويعد التدريب الطريقة التي يتم بها تحقيق ذلك في ضوء محددات بدنية ومعرفية ، ولما كان اكتساب المهارة الخاصة هو الذي يعنى بشكل أساس بعملية التدريب المتضمن في مراحله الأولى التعريف بالمهارة من خلال الشرح الشفوي والنموذج العملي واستخدام الصور والأفلام والدراسات والمناقشات وما يرافقها من تصور ذهني للحركة ، بمجموعها تكون المعرفة العقلية لدى المتعلم أو اللاعب التي يستخدمها عند البدء بالممارسة الفعالة للمهارة إذ "انه بالرغم من اكتسابها يتوقف أساسا على طريقة التدريب والفرص المتاحة للتدريب عليها ، إلا أنها ترتبط بنوعية ما يقدم إلى المتعلم من معارف ومبادئ متصلة بها "( ) .يعرف التحصيل المعرفي على انه " احد الأهداف التعليمية في معظم برامج التربية الرياضية لأنه يشكل جزء حيويا في تلك البرامج "(3)
أما ( ليلى السيد فرحات ) فتعرف التحصيل المعرفي على انه " اكتساب معلومات ومعارف وخبرات وفق محتوى معرفي منظم لوحدات أو برامج دراسية"(1)
وعرفه( مصطفى السايح ), بأنه " مجموع درجات المعلومات والمعارف المرتبطة بالمهارات الحركية وقوانينها لنشاط ما في اختبار التحصيل المعرفي في نهاية تطبيق التجربة "(2)
أما الباحث فيعرف التحصيل المعرفي (هو مقدار ما يكسبه الفرد من المعارف والخبرات التي تجسدها المحتويات المنهجية و غير المنهجية في العملية التدريبية ). إذ يمكن القول أن الهدف العام والمقروء لكل العاملين في مجال التدريب للتحصيل المعرفي يعني قياس المعارف والمعلومات التي اكتسبها الفرد من عملية التدريب نتيجة لمروره بخبرات تدريبية لمتغيرات علمية محددة , وعليه يمكننا نضع أهداف التحصيل المعرفي في النقاط الآتية :(3)
1- أداة مساعدة في دفع المبحوثين إلى اكتساب معارف واتجاهات علمية .
2- أداة مساعدة في تعريف المبحوثين بمدى تقدمهم في المعلومات والمعارف المرتبطة بالنسق التطبيقي ( المجال المهاري ).
3- التعرف على النمو ألتحصيلي للمبحوثين من خلال تكرار الاختبار أثناء تنفيذ التجربة .
4- تنشيط دافعية التعليم بمجاليه المهاري والمعرفي ونقل المبحوثين من حالة شبه سلبية ففي تحصيل المعلومات والمعارف إلى حالة ايجابية من المعرفة.
ــــــــــــــــــــــ
(1) ليلى السيد فرحات : المصدر السابق, ص33.
(2) مصطفى السايح محمد : ملامح لبنية أكاديمية للتحصيل المعرفي كمتغير في دراسات التربية الرياضية ,ط1, القاهرة , دار الفكر العربي ,ب.ت, ص30.
(3) مصطفى السايح محمد : نفس المصدر السابق , ص34.
2-1-2 المعرفة العلمية , المعنى والمفهوم
المعرفة العلمية واحدة من الأمور المهمة التي يسعى الرياضي إلى اكتسابها فهي تلبي طموحاته وتشبع احتياجاته فمن خلالها يستطيع أن يواجه المشكلات المهارية ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة والملائمة لها، أو بمفهوم آخر كلما امتلك الرياضي مجموعة اكبر من المعلومات والمعارف أصبح من السهل عليه أن يواجه الظروف المتغيرة والمتعددة في التدريب وإيجاد البدائل المناسبة. فالفرد الرياضي يجب عليه أن يعرف أولا ويمارس ثانيا، أي أن الممارسة هي واقعية لمقدار ما اكتسبه الرياضي من معرفة وفهم في مجال اختصاصه الذي يمنحه القدرة على التحليل والتعليل والاستنتاج والربط بغية اتخاذ القرار المناسب لحل المواقف ومواجهتها بأسلوب علمي مبرمج أساسه التفكير الواعي العميق الملموس المركز لاختيار الاستجابة الصحيحة من اجل الحصول على نتائج جيدة. ووضعت مفاهيم كثيرة للمعرفة إذ عرفها (وجيه محجوب) أنها " مجموعة من المعاني والمعتقدات والمفاهيم والتصورات الذهنية للإجابة عن تساؤلات الإنسان لتشبع رغباته وتحقيق إبداعاته"(1).
أما (قاسم حسن حسين) فيعطي خصوصية للمعرفة ويعرفها على أنها "المعرفة التي يحصل عليها الرياضي عن طريق الحواس أولا ثم التحليل العقلي وهي خاضعة للاختبارات الحسية أو العلمية ".( ) أما ( أمين الخولي ) فيعطي مفهوما للمعرفة من خلال ربطها بالإدراك فيقول " هي تنظيم وترتيب المدركات إلى أفكار وبنيان معلومات كي يستخدمها الرياضي في حله لمواقف اللعب المختلفة"( ).
ويقصد بها أيضا " تنظيم وترتيب المدركات إلى أفكار وبنيان معلومات كي يستخدمها الرياضي في تشكيل استجابات لمواجهة متطلبات اللعب المتغيرة. " (1)
وعرفها الباحث على انها ( هي قدرة الفرد العقلية التي تمكنه من التعامل مع المتغيرات التي تحدث في ظروف مختلفة , ولها الأثر الكبير في إتقان المهارات وتعلمها بشكل جيد وسليم ).
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أمين الخولي، ومحمود عنان: المصدر السابق ، 1999, ص16
2-1-3 المعرفة العلمية في لعبة المصارعة
تعد المعرفة العلمية احد الأهداف العامة لمعظم برامج التربية الرياضية فمن الأمور المهمة التي يجب ان يتحلى بها المدربين معرفتهم بالقوانين , والقواعد التدريبية , وفن الأداء , والمصطلحات الخاصة باللعبة , والخطط لجميع أنواع النشاط الرياضي (1)
وهذا يوضح مدى أهمية مدرب المصارعة بتزويد اللاعبين عن كافة جوانب القانون وتعديلاته وان يفهم اللاعبين أهمية دراسة قانون اللعبة اذ يعد الإلمام بالقانون أمر حيوي بالنسبة للاعب نفسه حتى لايرتكب أخطاء قد تتسبب في هزيمته وذلك لضعف درايته بالقانون , وكذلك على المدرب ان يهتم بعملية توعية اللاعبين لتنمية ثقافتهم الصحية وإكسابهم عادات صحية تنهيهم عن ممارسة العادات الضارة مثل التدخين وتناول الكحول وغيرها, وتوعية اللاعبين بالمعرفة الغذائية وما لها من أهمية كبيرة في التدريب .
ويرى ( حمدان الكبيسي ) بان من عوامل نجاح مدرب المصارعة هي المعرفة العلمية الكافية والإلمام بنظريات وطرق الإعداد للتدريب الرياضي ويعني ذلك ان يكون المدرب قادرا على استعمال المبادئ المناسبة في المهارات الأساسية للتدريب , كما يجب ان يكون قادرا على تحديد المهارات الخاصة بالأداء الفني والخططي بلعبته (2)
وهذا يعني إن التدريب في لعبة المصارعة ليس عملية صب معلومات من إناء المدرب في إناء اللاعب الخالي , بل هو عبارة عن تعليم كيفية استخدام هذه المعلومات في الوقت والمكان المناسب , وهذه عملية فنية ينبغي على المدرب ان يكتسب فنها , اذ لايمكن للاعب المصارعة ان يصل مرتبة الكفاية الممتازة من دون ان يكون ملما الماما كافيا بالمعلومات الخاصة بلعبته
ــــــــــــــــــــــ
(1) ليلى السيد فرحات : المصدر السابق , ص31.
(2) حمدان رحيم الكبيسي : التعلم والتدريب الرياضي في لعبة المصارعة , ط1 , جامعة بغداد , الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة , 2008,ص238.
والتدريب يجب إن لاينصب على المهارات الأساسية فقط , ولكن أيضا على اكتساب الخبرات وتنمية القدرات العقلية للاعب . ان المعرفة العلمية التي يمتلكها المدرب والتي تقترن بمفاهيم علمية ذات طابع تجريبي هي الأساس الذي يستند إليه في بناء الرياضي . مما لاشك فيه إن الإعداد المعرفي يؤدي دورا مهما وفاعلا في عملية البناء كون ان زيادة المعرفة تؤثر بشكل ايجابي في تطوير المقدرة العلمية والعملية . لا سيما ان تلك المقدرة تعني " ان يستخدم الرياضي عقله وذكاءه في تطبيق الخطط التكتيكية ومحاولة اكتشاف أخطائه التكتيكية " (1) بغية التصحيح وهذا ما يحتاج الى متطلبات عقلية عالية يوفرها امتلاك المعلومات والمعارف التي تعمق الرؤيا في متطلبات الأداء مما يزيد من قدرة الرياضي على اختيار الاستجابة المناسبة للوصول إلى أفضل انجاز.
والمعرفة العلمية لا تعني تراكم المعلومات والخبرات لدى المدرب ، بل يعني كيفية استخدامها وتوظيفها بشكل مبدع في الجانب التطبيقي ، فتعلم المهارات المختلفة وحده لا يكفي لامتلاك قدرات ذهنية عالية مالم يقترن ذلك بالتعلم النظري المتسلسل بدءا من السهل إلى الصعب واعتماد التحليلات البسيطة وانتهاءً بالتحليلات المعقدة وعمليات الربط ما بين الحركات الجديدة والسابقة للوصول إلى مستوى عالٍ من القدرات العقلية التي يمكن بها تحقيق نتائج متعددة.
وبهدف الشروع بالإعداد المعرفي فان هنالك خطوات تعليمية تضمن ما يأتي(2):-
1- معرفة تاريخ الرياضة والإبطال.
2- معرفة المفاهيم والمصطلحات الرياضية السائدة في النشاط الممارس.
3- معرفة فن الأداء الحركي الصحيح لكل نشاط رياضي ( تكنيك).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) محمد عثمان : التعلم الحركي والتدريب الرياضي ، ط1 , الكويت ، دار العلم للنشر والتوزيع ، 1987 ص224.
(2) عادل عبد البصير : التدريب الرياضي والتكامل بين النظرية والتطبيق ، ط1 , القاهرة ، مركز الكتاب للنشر ، 1999 ، ص263.
4- معرفة قوانين وقواعد اللعب.
5- معرفة الخطط الهجومية والدفاعية الخاصة بالنشاط الممارس.
6- قواعد الأمن والسلامة لتفادي الإصابات.
7- معرفة المعلومات الصحيحة العامة.
8- معرفة اللياقة البدنية الخاصة بالنشاط الممارس.
9- معرفة القيم الاجتماعية المكتسبة في الممارسة وكذلك السلوك المميز.
10-معرفة المهارات الترويحية التي يمكن ان يمارسها اللاعب في وقت الفراغ.
إن عمل المدرب لايقتصر على إيصال معلوماته وخبراته إلى مصارعيه بل يرتبط بكثير من الالتزامات الأخرى التي تعدت دائرة التعليم والتدريب بفنون اللعبة إلى دائرة التربية , إذ تتمدد قدرة المدرب الكفء من إمكاناته كمعلم يستطيع توصيل معلوماته والمعارف التي يمتلكها إلى لاعبيه لإكسابهم الخطوات الأولى من الأداء الفني للمسكات , ولذا يجب أن يكون المدرب معلما , ولكن لا ان يكون المعلم مدربا .(1)
ويشير الخبراء إلى نجاح الرياضي يتأكد عند الجمع بين معرفة النشاط وممارسته , وان التقدم في العمر قد يبعد الرياضي عن الممارسة ولكنه لايباعد بينه وبين المعرفة , أي أن الرياضي يستطيع الاحتفاظ بالمعلومات والمعارف مدة أطول من احتفاظه بمستواه البدني والمهاري , اذ تتيح له تلك المعلومات والمعارف فرصة الاستمتاع بلعبته المفضلة عندما يتحول إلى مشاهد .(2)
ــــــــــــــــــــ
(1) حمدان رحيم الكبيسي: المصدر السابق , ص 235.
(2) محمد صبحي حسانين , حمدي عبد المنعم احمد: الأسس العلمية للكرة الطائرة وطرق القياس , ط1, القاهرة , مطابع روز اليوسف , 1988, ص255.
وتتجلى أهمية المعرفة العلمية في تنفيذ أهداف لعبة المصارعة , إذ ترتبط بالعمليات العقلية ومدى قدرة المصارع على اكتساب واستخدام المعلومات النظرية بمختلف المستويات , وهذا ما أكد عليه ( مكارم حلمي ) على إن " المعرفة العلمية أمر ضروري لتنمية القدرات العقلية كما أنها ليست بمعزل عن الجوانب الجسمية أو الاجتماعية في مجال التربية الرياضية(1)
ــــــــــــــــــــــ
(1) مكارم حلمي (وآخرون ) : موسوعة التدريب الميداني للتربية الرياضية , القاهرة , مركز الكتاب للنشر , 2001 , ص51.
2-1-4 الأداء التدريبي لمدرب المصارعة (الكفاية التدريبية)
تعد الكفايات التدريبية أحدى جوانب إعداد المدرب لذا حظيت باهتمام كبيرفي العملية التدريبية ، حيث أثبتت نجاحها وتأثيرها الفاعل في مساعده المدربين على القيام بعمليه التدريب بكفاءة واقتدار، يعد مفهوم الكفاية التدريبية محاولة للأخذ بمعايير متعددة وعدم التركيز على جانب واحد من الجوانب التدريبية, اذ إن المدرب لا يستطيع أن يقود ألعمليه التدريبية وتطوير لعبته وطرائق تدريبها لمسايرة التطور السريع في ميدان ألمعرفه وتنفيذ المهام ألموكله إليه إلا إذا كان يمتلك مجموعه من الكفايات التدريبية وأهمها الأداء التدريبي والتي من دونها يمكن أن ينحصر دوره في تلقين المعلومات. لهذا فالمدرب مطالب بمسايره التغير والتطور باستمرار تحقيقا لمبدأ الوصول إلى المستويات المتقدمة وبشكل مستمر لان نموه في المهنة يرتبط بنموه العلمي والمهني (1).
وتعرف الكفاية في اللغة العربية " (2) :النظير، وكذلك الكفء والمصدر الكفاءة أي أنها النظير والمساوي ، ونجد في المنجد الكبير للسيكولويجا معنيين للكلمة كفاية :
ـ المعنى الأول : ويخص في سيكولوجيه النمو حيث يقصد بها مجموع الإمكانيات للاستجابات الاوليه تجاه البيئة ألمحيطه .
ـ المعنى الثاني : يعني مجموع المعارف لدى المخاطب تمكنه من الفهم والإنتاج لعدد لا نهائي من الجمل .ويعتقد( لوبلاط )إن مفهوم الكفاية لا يختلف كثيرا عن بعض المفاهيم العربية مثل : المهارة ، أو الخبرة ، حسن الأداء أو القدرة ، وعاده ما يتم استعمال الواحدة منها مكان الأخرى كما يميز( لو بلاط) بين تصورين مختلفين لمفهوم الكفاية هما : التصور السلوكي ، والتصور المعرفي ، ويعرفها ويبستر بأنها حاله امتلاك الفرد للمعلومات والاتجاهات والمهارات والقدرة على أداء واجب أو عمل معين .
يستخدم مصطلح الأداء للتعبير عن كل المظاهر التي يتمكن رؤيتها أو ملاحظتها في المجال المعرفي والمجال الانفعالي , والمجال النفس حركي , ويعرف ( جرونلند ) الأداء على انه استجابة قابلة للقياس أو الملاحظة في المجال المعرفي والمجال الانفعالي , والمجال النفس حركي , ومن ناحية أخرى يرى ( فريمان ) إن مصطلح الأداء يمكن إن يطلق على أي شئ يفعله الفرد بشكل علني وصريح .(1)
نرى في كل عام تقدما ملحوظا في الرياضة العربية والعالمية , وهذا التقدم يزداد سنة بعد أخرى , ولايمكن أن يتم هذا ما لم يكن هناك مدربون يتميزون بالأداء التدريبي العالي, وهناك اختلاف بين مدرب وأخر في الأداء لديهم في كيفية أعداد اللاعبين كما ان مستوى هؤلاء يختلف من واحد لآخر فمنهم من هو مختص ومتعمق في اختصاصه , ومنهم من هو عكس ذلك . ومن هذا الاختلاف المتفاوت لابد ان يكون هناك اختلاف أيضا في الأداء التدريبي لديهم(2). إذ يجب ان يكون لمدرب المصارعة المعرفة الجيدة بالأساليب الفنية والقوانين والخطط الخاصة بنشاطه الرياضي التخصصي الذي يقوم بالعمل التدريبي فيه وفي الواقع فان تعليم الأساسيات بطريقة جيدة للاعبين يتطلب تسلح المدربين بأكبر قدر ممكن من المعرفة , وكلما زادت معرفة المدرب بالمعارات الأساسية بلعبة المصارعة وكيفية تعليمها او تدريبها للاعبين بشكل صحيح زادت فرص النجاح في أداءه التدريبي (3).
ــــــــــــــــــــــ
(1)محمد نصر الدين رضوان : المدخل الى القياس في التربية البدنية والرياضية ط1, القاهرة ,مركز الكتاب للنشر ,2006, ص64.
(2)كمال جميل الربضي : التدريب الرياضي للقرن الواحد والعشرين,ط2,عمان , وائل للنشر والتوزيع ,2000 ص271.
(3)نبيلة احمد, سلوى عز الدين : منظومة التدريب الرياضي , ط1, القاهرة , دار الفكر العربي 2004,ص60.
فالمدرب ليس خبيرا فقط في نوع معين من الرياضة بالإضافة إلى ذلك يجب ان يكون مربي , ولهذا السبب بالذات يتطلب الأمر فرض متطلبات كثيرة على المدرب والقيام بتربية اللاعبين , اذ يجب أن يكون المدرب شخصا متعلما مربيا يدرك بصورة واعية تلك المهام التي يكلف بها .(1) وقد يخطئ الكثير من المدربين عندما يعتقدون ان الجانب التربوي لاقيمة له وقد يدرك المدرب خطأه متأخرا بعد توالي الهزائم لفريقه . فكثير من الفرق تكون مستعدة فنيا وبدنيا إلا أنها من الناحية النفسية والتربوية ضعيفة , وهذا بالطبع ينعكس على الأداء التدريبي للمدرب إذ يجب عليه ان يهتم بهذه الناحية عن طريق العمل على جعل اللاعب يحب لعبته ويعمل جاهدا على الوصول إلى الأداء الأمثل برغبته وبشغف ويبذل الجهد الأكثر في التدريب والمباريات .وهذا يعني أن يقوم المدرب بوضع برامج تدريبية جيدة وبأسلوب علمي صحيح وتدار بأداء تدريبي عالي حتى ينتج من خلالها مصارعين مستعدين استعدادا بدنيا ونفسيا ومهاريا وتربويا .إذ إن المدرب هو " الشخصية التي يقع على عاتقها القيام بتخطيط وقيادة وتنظيم الخطوات التنفيذية لعمليات التدريب وتوجيه اللاعبين خلال المنافسات (2).
نلاحظ الكثير من المدربين يعملون على تدريب لاعبيهم بنفس الأسلوب الذي كان يتدرب به المدرب حيث لايمكن بأي حال من الأحوال تنمية المستوى الفني للمصارع بصورة جيدة إذا كانت ذخيرة المهارات للمصارع تتمدد بذخيرة المهارات والمعلومات التي كان المدرب يعتمد عليها إثناء ممارسته للعبة المصارعة مسبقا .(3)
ــــــــــــــــــــــ
(1) ريسان خريبط , ناهده رسن سكر : علم النفس والمسابقات الرياضية الحديثة , جامعة الموصل , مديرية دار الكتب للطباعة والنشر , 1988,ص18.
(2) مفتي إبراهيم حماد : التدريب الرياضي الحديث تخطيط وتطبيق وقيادة , ط1 , القاهرة , دار الفكر العربي ,1998, ص27.
(3) احمد عبد الحميد عمارة , حسام الدين مصطفى حامد : أسس التدريب في المصارعة , ط1 مصر , الإسكندرية , دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر , 2009 , ص152.
ويذكر (حمدون وآخرون ) إن الخبرة العملية تساعد المدرب ان يكون متميزا بالأداء التدريبي ومتفهما للأمور الفنية الخاصة بالعملية التدريبية وباللاعبين والفريق ككل (1) لذا يجب ان لا يهمل دور خبرة المدرب في عملية التدريب إذ إن " الاعتماد على الأسس والمبادئ العلمية في عملية التدريب لاتلغي دور الخبرة الشخصية للمدرب بل أنها تتكامل مع الأسس والمبادئ العلمية للعمل على تحقيق أهداف التدريب والمدرب" .(2)
أن مهنة التدريب الرياضي هي مهنة لها أصولها وقيمتها ومبادئها وينبغي لمن يزاولها إن يمتلك كفايات مهنية وصفات شخصية تميزه من غيره من أفراد المهن الأخرى , ويتم تعزيز هذه الكفايات والصفات لدى المدرب الرياضي من خلال تحسين أدائه في هذه الكفايات بما يجعله قادرا متمكنا من أداء واجباته التدريبية والتعليمية والتربوية , كما ينبغي أن تتوفر فيه الصفات الشخصية التي تليق به كونه مدربا وقائدا تربويا في العملية التدريبية . إذ يجب على المدرب الرياضي أن يكون ثريا بمعلومات تمكنه من أداء عمله بشكل ميداني سليم , فضلا عن قدرته على اداء الكفايات المهنية والصفات الشخصية التي تؤهله للنجاح في مهنته التدريبية ويصبح عنصرا فعالا ومؤثرا في تحقيق أي إصلاح او تطوير في العملية التدريبية .
ومن هنا يتضح لنا أهمية الحاجة إلى الأداء التدريبي للمدرب الذي يجب أن يمتلكه مدرب المصارعة , ويجب علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار بان المدرب ليس مصنوعا أو مطبوعا, بل أن العملية التدريبية عملية موهبة مهنية تتطور بالممارسة والخبرة . ومن خلال ماتقدم وضع الباحث تعريفا إجرائيا للأداء التدريبي على انه ( هو جميع المعلومات والخبرات والمعارف والمهارات التي تعكس سلوك المدرب أثناء التدريب في الوحدة التدريبية , وتظهر في تصرفات مهنية من خلال الدور الذي يمارسه ).
ـــــــــــــــــــــ
(1)راشد حمدون ( وآخرون ) : الإدارة والتنظيم في مجال التربية الرياضية ,الموصل , مطابع جامعة الموصل , 1984, ص187.
(2) مفتي إبراهيم حماد : المصدر السابق , ص23.
2-1-5 خصائص مدرب المصارعة الناجح
إن المدرب الرياضي ذا الشخصية التربوية التي تتولى عملية تربية وتعليم اللاعبين والتي تؤثر في تنمية مستواهم الرياضي والأخلاقي تأثيرا مباشرا والذي له الدور الفعال في تطوير شخصية اللاعب تطويرا شاملا ومتزنا يجب ان يتحلى بخصائص تجعله مثلا أعلى ومن هذه الخصائص الآتي: (1)
1- أن يكون مؤمنا ومحبا لعمله ومقتنعا بقيمته في تدعيم سياسة المجتمع وتربية المصارعين وتحقيق أعلى المستويات .
2- ان يتسم بالشخصية المتزنة حتى يكسب احترام الجميع ويتحلى بالصبر بعيد عن سرعة الانفعال قادرا على ضبط النفس أمام مصارعيه بعيد عن التعصب ومستعدا للمناقشة بصدر رحب غير متردد .
3- ان يكون قدوة ومثالا للمصارعين .
4- يتميز بالقدرة على كشف المواهب مبكرا عند الانتقاء والتعرف على نواحي قوة مصارعيه .
5- يمتلك حصيلة كبيرة من المعلومات والمعارف عن كل مايتصل بجسم الإنسان وأعضائه مع الإلمام الكافي بالعلوم الأخرى المرتبطة بالتدريب الرياضي .
6- ان يتمتع بالصحة الجسمية واللياقة البدنية وان يدل مظهره على الحيوية والنشاط .
7- ان يكون حريصا على مستواه الفني والبدني والثقافي والتربوي وذلك بمتابعة مايستجد من معلومات لها علاقة باختصاصه وضرورة اشتراكه بالدورات التدريبية التطويرية .
8- ان تكون علاقته مبنية على الاحترام المتبادل مع اللاعبين وزملاءه المدربين .
ـــــــــــــــــــــ
(1) حمدان رحيم الكبيسي: المصدر السابق , ص235-236.
وقد أجريت دراسة على عينة من المدربين يمثلون العديد من الأنشطة الرياضية وأظهرت النتائج ان هناك ثلاثة أنواع يتميز بها المدربون الناجحون هي(1):
1- الانجاز : ويعني مقدرة الفرد على انجاز شئ صعب , فضلا على التغلب على العقاب وتحقيق مستوى مرتفع , كذلك التفوق على الذات إضافة إلى منافسة الآخرين والتفوق عليهم .
2- التأمل الذاتي : ويعني مقدرة الفرد على تحليل دوافعه ومشاعره كذلك تحليل سلوك الآخرين ودوافعهم .
3- السيطرة : وتعني مقدرة الفرد على التأثير في سلوك اوتفكير الآخرين أو توجيههم بالإيحاء , أو بالإقناع , أو بالأمر كذلك الدفاع عن وجهة نظره بإصرار .
ومن اجل إنجاح العملية التدريبية وبلوغ الهدف المنشود لابد للمدرب أن يكون حريصا باستكمال الواجبات الآتية (2)
1- تنظيم السجلات الخاصة بالتدريب والمصارعين : يتم تسجيل الخطة التدريبية في سجل خاص والأخر لتسجيل أسماء المصارعين وأعمارهم ومستواهم التدريبي وتاريخ المباشرة بالتدريب وعدد المشاركات في البطولات ونتائجها .
2- الاشتراك مع المدربين الآخرين في وضع المنهج التدريبي .
3- إجراء الفحوصات الدورية للاعبين المصارعين .
4- التعاون مع المصارعين وأسرهم ورعايتهم وتفوقهم في دراستهم وإعمالهم إلى جانب اشتراكهم بممارسة التدريب .
5- المتابعة المستمرة لأوزان مصارعيه والإلمام بكيفية تخفيف أوزانهم وأسلوب التغذية الصحي لهم .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) أسامة كامل راتب :علم نفس الرياضة، ط3، ، القاهرة، دار الفكر العربي، 2000,ص377
(2) حمدان رحيم الكبيسي : المصدر السابق , ص237.
2-2 الدراسات المشابهة
2-2-1 دراسة ( رواء علاوي كاظم الخفاجي ) 2003 (1)
العنوان : المعرفة العلمية في لعبة كرة السلة وعلاقتها بالأداء المهاري الهجومي في اللعبة ذاتها .
الهدف: بناء وتقنين مقياس المعرفة العلمية في لعبة كرة السلة وعلاقتها بالأداء المهاري الهجومي لطلبة كليات التربية الرياضية في العراق للعام الدراسي 2003-2004 وتحديد درجاته ومستوياته المعيارية .
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي بأسلوبيه المسحي والعلاقات المعيارية لملائمتهما طبيعة المشكلة, وقد تم اختيار العينة بالطريقة العشوائية البسيطة , وقد اشتملت على ( 64) طالب .
قامت الباحثة ببناء المقياس الذي اشتمل على ( 6) مجالات وهي ( تاريخ اللعبة , قانون اللعبة , إدارة الفريق , الصحي والوظيفي , التربوي , التدريبي ) وفي ضوء تلك المجالات تم تحديد ( 93) فقرة , وبعد عرضها على الخبراء تم قبول جميع الفقرات ولكن بعد تبديل وتعديل قسم منها . فأصبح المقياس مكون من ( 93) فقرة , اذ تم تطبيقها على العينة واستخراج الأسس العلمية للمقياس ( الصدق , الثبات , الموضوعية ). وتم حساب القوة التميزية للفقرات وإجراء التحليل ألعاملي , فأصبح المقياس مكونا في صيغته النهائية من ( 42) فقرة .
وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها خرجت الباحثة باستنتاجات أهمها . أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباط معنوية طردية بين معرفة أفراد المجتمع المبحوث وأدائهم المهاري الهجومي في لعبة كرة السلة .
ـــــــــــــــــــــ
(1) رواء علاوي كاظم : المعرفة العلمية في لعبة كرة السلة وعلاقتها بالأداء المهاري الهجومي في اللعبة ذاتها , أطروحة دكتوراه , كلية التربية الرياضية , جامعة بابل ,2003.
2-2-2 دراسة ( هيثم محمد كاظم الجبوري ) 2007(1)
العنوان : المعرفة العلمية وعلاقتها بالاحتراق النفسي لمدربي كرة القدم .
الهدف : بناء مقياس المعرفة العلمية والتعرف على درجاتها لمدربي كرة القدم.
استخدم الباحث المنهج الوصفي بأسلوب العلاقات المتبادلة ودراسة الوضع الراهن، وتم اختيار العينة بالأسلوب الطبقي العشوائي. وقد اشتملت العينة على (110) مدربين، وقد أجرى الباحث مسحاً على عدد كبير من المصادر والمراجع والبحوث لتحديد موضوعات الدراسة التي اشتملت على (4) مجالات تضمن رابعها مجالين فرعيين وهي ( تاريخ اللعبة – قانون اللعبة – الصحي والوظيفي – التدريب ويتفرع إلى المؤهلات الذي يتفرع بدوره إلى الجانب التربوي – الجانب البدني – الجانب النفسي – وإدارة الفريق الذي يتفرع إلى قيادة الفريق في التدريب – وضع الخطة التدريبية – قيادة الفريق في المنافسة ومهارات الإيصال ).
وفي ضوء تلك المحاور تم تحديد (110) فقرات تم قبولها جميعها فأصبح المقياس مكوناً من (110) فقرات تم تطبيقها على عينة البناء والبالغة(80( مدرباً يمثلون أندية (7) محافظات من الوسط والجنوب.تم بعدها استخراج معاملا الصدق والثبات وحساب القوة التمييزية للفقرات فأصبح المقياس مؤلفاً من (30) فقرة. وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها خرج الباحث باستنتاجات أهمها، بناء مقياس المعرفة العلمية في لعبة كرة القدم، وقد تمثلت المعرفة العلمية بثلاثة مجالات هـي ( المجال القانوني – المجال الصحي والوظيفي والفسلجي ومجال التدريب ).
ـــــــــــــــــــــ
(1) هيثم محمد كاظم : المعرفة العلمية وعلاقتها بالاحتراق النفسي لمدربي كرة القدم , أطروحة دكتوراه , كلية التربية الرياضية , جامعة بابل , 2007.
2-2-3 مناقشة الدراسات المشابهة
إن معظم الدراسات المشابهة اتبعت خطوات متشابهة في كثير من إجراءاتها من حيث اختيار عينة البحث وأسلوب تحديد مجالات البحث وصياغة فقراتها وطرائق تحليلها وإيجاد معاملات الصدق والثبات والموضوعية واستخراج المعايير لدرجات الخام وقد استفاد الباحث كثيراً من هذه الدراسات من حيث كيفية بناء وتقنين مقياس المعرفة العلمية.
من خلال ماتم عرضه من الدراسات المشابهة , يبين الباحث ان الدراسات تركزت حول المحاور الآتية :
1- اتفقت دراسة الباحث مع الدراسات المشابهة في إيجاد العلاقة بين المعرفة العلمية والمتغيرات التابعة لها , اذ تركزت دراستنا الحالية في معرفة علاقة المعرفة العلمية بالأداء التدريبي لمدربي المصارعة الحرة , أما الدراسات المشابهة فكان تبحث في العلاقة بين المعرفة العلمية والأداء المهاري الهجومي في لعبة كرة السلة , وأخرى أوجدت العلاقة بين المعرفة العلمية والاحتراق النفسي لمدربي كرة القدم .
2- اختلفت دراسة الباحث مع الدراسات المشابهة من حيث عينة الدراسة فعينة دراستنا تركزت على مدربي المصارعة الحرة في أندية بغداد والفرات الأوسط , أما الدراسات المشابهة فكانت عينة دراستهم هي طلبة كليات التربية الرياضية وأخرى مدربي كرة القدم للدرجتين الأولى والممتازة .
3- اختلفت دراسة الباحث مع الدراسات المشابهة , اذ تم في دراستنا قياس الأداء التدريبي لمدربي المصارعة الحرة مع استنباط معادلة تنبؤية تحدد مقدار الأداء التدريبي بدون الحاجة إلى التصوير او المشاهدة, وقياس أدائهم بأسلوب رياضي صحيح.