صدر عن مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث الترجمة العربية لكتاب "المصارعة الرومانية القديمة.. التاريخ الدامى لرياضة الموت"، لمؤلفه "فك مايير"، وترجمه إلى اللغة العربية الدكتور صديق جوهر.
ويفتح هذا الكتاب آفاقاً جديدة فى مجال الدراسات الثقافية والحضارات المقارنة، فلم يقتصر تناول المؤلف لنشأة المصارعة الرومانية القديمة وتطورها على المنظور التاريخى المعتاد، بل سعى إلى دمج التاريخ مع النظريات السياسية والدراسات النفسية المعاصرة من أجل رصد العديد من المقاربات الفكرية ذات الصلة.
ويتعمق المؤلف بالقارئ إلى أعماق الحضارات القديمة ليرصد عن كثب تاريخ المصارعة الرومانية القديمة بكل ما فيها من وسائل ترفيهية بربرية وطقوس دموية متوحشة تحلل ذبح البشر وتقديمهم قرابين فى ساحات المسارح الرومانية الممتدة عبر الأقاليم الشرقية والغربية للإمبراطورية.
وجاء فى مقدمة الكتاب أن بعض المؤرخين رأوا أن المعارك والمنافسات الدامية التى كانت تدور فى باحة المسرح الرومانى كانت بمثابة صمام الأمان الذى يقوم بتنفيس ما يختلج فى نفوس عامة الشعب والغوغاء من مشاعر مكبوتة، ولذلك فإن الإثارة التى تصاحب مشاهد الذبح تخفف من إحساس الجماهير بالبؤس الذى يعانون منه فى حياتهم اليومية، كما تخفف من مشاعر الكبت التى تنكد عليهم حياتهم، أمّا الأباطرة والطغاة فكانوا يستغلون أى فرصة للتأكيد على شرعية سلطاتهم، ولذلك كانوا يسارعون لتنظيم هذه العروض المكلفة باعتبارها تجسيداً رمزياً لقوتهم وطغيانهم.
كما يصور المؤلف عروض الإعدام الجماعية العلنية وشلالات الدماء المسفوكة التى تلطخت بها حلبات و جدران المسارح الرومانية منذ الأزل وحتى إغلاقه فى أواسط القرن الخامس الميلادى ويرى أنها تجسد أبشع وأشنع وسائل التعبير عن الطغيان والجبروت والقوة التى كان الأباطرة الرومان مولعين بها، فقد انساق الأباطرة من أمثال قيصر ونيرون وتيتوس وكومودوس وكلوديوس وغيرهم وراء غرائز العنف، وأنفقوا الملايين على عروض المصارعة وأفرغوا غابات إفريقيا من الحيوانات البرية التى جيء بها لتذبح فى ساحات الموت بهدف إلهاء شعوبهم والترفيه عنهم، كما شق هؤلاء الأباطرة القنوات البحرية داخل تخوم روما لإقامة العروض القتالية التى تحاكى الغزوات الرومانية البحرية لشواطئ وبلدان الدول المجاورة.
ويحكى الكتاب تاريخ نشأة ألعاب المصارعة الرومانية التى دامت على مدار القرنين الأول والثانى بعد الميلاد حيث كانت هذه العروض جزء لا يتجزأ من طقوس الحياة الرومانية، وكانت المسارح والمدرجات الرومانية منتشرة فى جميع المدن الكبرى وذات الحجم المتوسط حث دأب الناس من جميع الطبقات على الذهاب لمشاهدة عروض المصارعة التى كانت تعتبر جزءًا من الترفيه آنذاك، كما أن الأباطرة كانوا يروجون لهذه العروض من أجل استغلالها فى الدعاية السياسية تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب وتقاربهم من الجماهير، إلى جانب تأكيد بسط سيطرتهم على البشر والحيوانات معاً.
كما تناول المصارعة النسائية والأسباب السياسية والاجتماعية وراء بناء المدرجات والمسارح الرومانية، بالإضافة إلى دراسة الآثار والمخطوطات والجداريات التى تخلد تاريخ المصارعة فى شتى العصور، كما عرج المؤلف على اقتصاديات المصارعة ومصادر الأموال الباهظة التى أنفقت طوال التاريخ الرومانى على إقامة عروض الموت إلى أن انهارت دعائم الاقتصاد الرومانى بسبب البذخ وسوء التخطيط وتفشى الأوبئة والمجاعات وتعرض البلاد لغزوات البرابرة والقبائل القوطية والوندالية المتوحشة التى نهبت آثار روما ومسارحها بما فى ذلك مبنى "الكولوسيوم" أشهر المدرجات الرومانية القديمة.
ويشير الكاتب فى كتابه إلى أنه وعلى الرغم من الشعبية الكاسحة التى كانت تحظى بها عروض المصارعين إلاّ أن الكتابات الرومانية وخاصة فى أواخر عهد الأباطرة لم تذكر الأصول التى نشأت منها هذه الألعاب سوى ثلاث مرات، ويعود سبب ذلك الامتناع عن الحديث المطول عن جذور المصارعة الرومانية لأنها لم تكن فى الأساس من أصل رومانى وهو ما لا يحب الرومان المتعصبون لثقافتهم أن يسمعوه.
كما يذكر الكاتب أنه ومع بدايات القرن السادس عشر بدأت هذه المسابقات تتلاشى ولكنها استبدلت بمسابقات مبارزة أخرى، يشترك فيها الفرسان تسمى بالمبارزة الرسمية، حيث كان المشاركون فيها يعتبرونها شكلاً من أشكال العنف المسموح به رسمياً والذى يعد نوعاً من الطقوس القالية.
أمّا مؤلف الكتاب فهو فك مايير وهو أستاذ التاريخ القديم فى جامعة أمستردام فى هولندا، وهو متخصص فى دراسة التاريخ البحرى والآثار القديمة، وله العديد من المؤلفات والكتب المنشورة مثل "نظرة جانبية على الآثار القديمة"، "و"رحلة القديس بولس إلى روما"، و"أيها الأباطرة لا تموتوا على الفراش"، بالإضافة إلى كتاب "سباق المصارعين".
أمّا مترجم الكتاب فهو الدكتور صديق محمد جوهر حاصل على درجتى الدكتوراه والماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية، ترجم العديد من الدراسات والكتب من الإنجليزية إلى العربية والعكس، وله العديد من البحوث المنشورة فى الدوريات العلمية فى أمريكا الشمالية وأوروبا.
ويفتح هذا الكتاب آفاقاً جديدة فى مجال الدراسات الثقافية والحضارات المقارنة، فلم يقتصر تناول المؤلف لنشأة المصارعة الرومانية القديمة وتطورها على المنظور التاريخى المعتاد، بل سعى إلى دمج التاريخ مع النظريات السياسية والدراسات النفسية المعاصرة من أجل رصد العديد من المقاربات الفكرية ذات الصلة.
ويتعمق المؤلف بالقارئ إلى أعماق الحضارات القديمة ليرصد عن كثب تاريخ المصارعة الرومانية القديمة بكل ما فيها من وسائل ترفيهية بربرية وطقوس دموية متوحشة تحلل ذبح البشر وتقديمهم قرابين فى ساحات المسارح الرومانية الممتدة عبر الأقاليم الشرقية والغربية للإمبراطورية.
وجاء فى مقدمة الكتاب أن بعض المؤرخين رأوا أن المعارك والمنافسات الدامية التى كانت تدور فى باحة المسرح الرومانى كانت بمثابة صمام الأمان الذى يقوم بتنفيس ما يختلج فى نفوس عامة الشعب والغوغاء من مشاعر مكبوتة، ولذلك فإن الإثارة التى تصاحب مشاهد الذبح تخفف من إحساس الجماهير بالبؤس الذى يعانون منه فى حياتهم اليومية، كما تخفف من مشاعر الكبت التى تنكد عليهم حياتهم، أمّا الأباطرة والطغاة فكانوا يستغلون أى فرصة للتأكيد على شرعية سلطاتهم، ولذلك كانوا يسارعون لتنظيم هذه العروض المكلفة باعتبارها تجسيداً رمزياً لقوتهم وطغيانهم.
كما يصور المؤلف عروض الإعدام الجماعية العلنية وشلالات الدماء المسفوكة التى تلطخت بها حلبات و جدران المسارح الرومانية منذ الأزل وحتى إغلاقه فى أواسط القرن الخامس الميلادى ويرى أنها تجسد أبشع وأشنع وسائل التعبير عن الطغيان والجبروت والقوة التى كان الأباطرة الرومان مولعين بها، فقد انساق الأباطرة من أمثال قيصر ونيرون وتيتوس وكومودوس وكلوديوس وغيرهم وراء غرائز العنف، وأنفقوا الملايين على عروض المصارعة وأفرغوا غابات إفريقيا من الحيوانات البرية التى جيء بها لتذبح فى ساحات الموت بهدف إلهاء شعوبهم والترفيه عنهم، كما شق هؤلاء الأباطرة القنوات البحرية داخل تخوم روما لإقامة العروض القتالية التى تحاكى الغزوات الرومانية البحرية لشواطئ وبلدان الدول المجاورة.
ويحكى الكتاب تاريخ نشأة ألعاب المصارعة الرومانية التى دامت على مدار القرنين الأول والثانى بعد الميلاد حيث كانت هذه العروض جزء لا يتجزأ من طقوس الحياة الرومانية، وكانت المسارح والمدرجات الرومانية منتشرة فى جميع المدن الكبرى وذات الحجم المتوسط حث دأب الناس من جميع الطبقات على الذهاب لمشاهدة عروض المصارعة التى كانت تعتبر جزءًا من الترفيه آنذاك، كما أن الأباطرة كانوا يروجون لهذه العروض من أجل استغلالها فى الدعاية السياسية تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب وتقاربهم من الجماهير، إلى جانب تأكيد بسط سيطرتهم على البشر والحيوانات معاً.
كما تناول المصارعة النسائية والأسباب السياسية والاجتماعية وراء بناء المدرجات والمسارح الرومانية، بالإضافة إلى دراسة الآثار والمخطوطات والجداريات التى تخلد تاريخ المصارعة فى شتى العصور، كما عرج المؤلف على اقتصاديات المصارعة ومصادر الأموال الباهظة التى أنفقت طوال التاريخ الرومانى على إقامة عروض الموت إلى أن انهارت دعائم الاقتصاد الرومانى بسبب البذخ وسوء التخطيط وتفشى الأوبئة والمجاعات وتعرض البلاد لغزوات البرابرة والقبائل القوطية والوندالية المتوحشة التى نهبت آثار روما ومسارحها بما فى ذلك مبنى "الكولوسيوم" أشهر المدرجات الرومانية القديمة.
ويشير الكاتب فى كتابه إلى أنه وعلى الرغم من الشعبية الكاسحة التى كانت تحظى بها عروض المصارعين إلاّ أن الكتابات الرومانية وخاصة فى أواخر عهد الأباطرة لم تذكر الأصول التى نشأت منها هذه الألعاب سوى ثلاث مرات، ويعود سبب ذلك الامتناع عن الحديث المطول عن جذور المصارعة الرومانية لأنها لم تكن فى الأساس من أصل رومانى وهو ما لا يحب الرومان المتعصبون لثقافتهم أن يسمعوه.
كما يذكر الكاتب أنه ومع بدايات القرن السادس عشر بدأت هذه المسابقات تتلاشى ولكنها استبدلت بمسابقات مبارزة أخرى، يشترك فيها الفرسان تسمى بالمبارزة الرسمية، حيث كان المشاركون فيها يعتبرونها شكلاً من أشكال العنف المسموح به رسمياً والذى يعد نوعاً من الطقوس القالية.
أمّا مؤلف الكتاب فهو فك مايير وهو أستاذ التاريخ القديم فى جامعة أمستردام فى هولندا، وهو متخصص فى دراسة التاريخ البحرى والآثار القديمة، وله العديد من المؤلفات والكتب المنشورة مثل "نظرة جانبية على الآثار القديمة"، "و"رحلة القديس بولس إلى روما"، و"أيها الأباطرة لا تموتوا على الفراش"، بالإضافة إلى كتاب "سباق المصارعين".
أمّا مترجم الكتاب فهو الدكتور صديق محمد جوهر حاصل على درجتى الدكتوراه والماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية، ترجم العديد من الدراسات والكتب من الإنجليزية إلى العربية والعكس، وله العديد من البحوث المنشورة فى الدوريات العلمية فى أمريكا الشمالية وأوروبا.