المصارعة فن من فنون الدفاع عن النفس عرفها الإنسان في غابر الأزمنة على شكل حركات عفوية وبدائية، ثم تطورت وارتقت لتصبح فنا يعتمد على القوة والمهارة، مارسها الأقدمون بشكل منافسات بين العائلات والأفراد والسكان المحليين. ومارستها شعوب الحضارات القديمة وجعلتها في أساس برنامج التدريبات العسكرية.
احتضنت مصر الفرعونية هذه الرياضة، وأولتها كثيرا من الاهتمام، تدل على ذلك الآثار الفرعونية الموجودة في مقابر بني حسن، والتي تمثل رسومها مائتين وعشرين حركة مصارعة، تشابه حركات المصارعة الحرة الحالية. ثم انتقلت هذه اللعبة عن طريق المصريين إلى بلاد الإغريق.
ولم تكن المصارعة حكرا على الفراعنة في تلك الحقبة التاريخية، وإنما شاركهم في ممارستها الآشوريون، وكذلك الصينيون الذين كانوا يقيمون يوما خاصا لعروضها خلال الاحتفالات الدينية المتعددة المناسبات.
وعرفها أيضا اليابانيون وأقاموا لها أول بطولة عام 25 ق.م. وكانت مصارعة (السومو) أشهر الأنواع التي مارسوها وكان مصارعوها عمالقة تتراوح أوزانهم بين 300 رطل و 400 رطل إنكليزي، والمباريات تتم عادة بحضور الإمبراطور. ومن المؤكد أن الهنود الحمر عرفوا هذه الرياضة أيضا قبل وصول كريستوف كولومبس إلى الشواطئ الأميركية بزمن طويل.
أما المصارعة التي نعرفها اليوم فتعود في أصولها إلى الشعوب الإغريقي من الناحية البدنية، وذلك بإقامة المباريات الرياضية كوسيلة لتنمية القوة والبناء المتماثل والمتناسق لأجزاء الجسم، ولمساعدة الجنود على اكتساب اللياقة البدنية. باعتبار جسم المصارع من النماذج الجيدة التي تتوافر فيها مقومات جمال الجسم الرياضي، ولا يفوقه في ذلك غير جسم رامي القرص فصنفت المصارعة مع الجري والوثب كأنواع رياضية لا تتطلب استخدام أداة، واعتبرت فنا متحضرا يمكن بواسطته قهر الجهل والقوة الغاشمة، فمجدها شعراؤهم وكتابهم، ونقشوا حركاتها وأوضاع مصارعيها على نقودهم وأوانيهم الخزفية، وخلد شاعرهم (بيندار) أسطورة تقول أن إلهة أثينا علمت (تيزيوس) المصارعة، فلقبه الإغريق بأبي المصارعة العلمية.
وكثيرة هي الأساطير اليونانية التي تتحدث عن المصارعة، كالمعركة التي حدثت بين (زيوس وكرونوز) ووصفها الشعراء، حيث أعلنوا من فوق قمة جبل أولمبيا 776 ق.م. أن أقوى آلهة اليونان يصارع من أجل الاستيلاء على الأرض، ثم أقاموا الاحتفالات الدينية والرياضية في وادي ذلك الجبل تخليدا لذكرى انتصار (زيوس) فكانت الأسطورة الأساس الذي بسببه، أقيمت المباريات الأولمبية القديمة.
ولقد عرف الإغريق نوعين من المصارعة :
- مصارعة يكون المتصارعون في بدايتها واقفين
- مصارعة يكون المتصارعون في بدايتها جالسين.
ثم غزا الرومان بلاد الإغريق بعد ذلك، وأشرفوا على الألعاب الأولمبية، فتحولت المصارعة في عهدهم إلى رياضة مميتة، تؤدي بغرض الترفيه عن الجمهور، واستخدموا فيها الأسلحة كالرمح والسيف، وسموا المصارع (جلادياتور).
وبما أن الإغريق أعرق حضارة وأكثر ثقافة من الرومان فقد استخدمهم الرومان كعبيد في بلادهم، لتعليم الشباب الروماني المصارعة وفنونها، ونتيجة لهذا التمازج الحضاري والثقافي، وجدت المصارعة المعروفة (بالغريكو – رومان) حيث اندمجت طرق المسك الرومانية مع الطرق الإغريقية القديمة، وما زالت المصارعة تسمى بهذا حتى في أيامنا هذه.
لم تنطفئ جذوة الولع بالمصارعة، واستمرت هذه اللعبة بالتطور والانتشار فانتقلت إلى بريطانيا في العصور الوسطى، وازدهرت كلعبة رياضية شعبية وفي مجال التدريب العسكري، وأقيمت المهرجانات الرياضية والمباريات المتعددة في لعبة المصارعة التي أعجبت شكسبير وشوسر، اللذين نظما أشعارا وصفا فيها المصارعة والمهارة والقوة التي يتمتع بها المصارعون.
أما ألمانيا فقد انتقلت إليها هذه الرياضة وكانت أول عروضها فيها سنة 1880 ومن ثم أنشئ اتحادها الألماني سنة 1891 في بلدة ديوزبورغ، ويعتبر فلادنتروين وباسيدو الألمانيان (1723 – 1790 ) من الرواد الأوائل للمصارعة الحديثة.
وصنفت المصارعة من الألعاب الرياضية الأساسية في أولمبياد أثينا الأول عام 1896 وخاصة المصارعة (الغريكو – رومان) أما المصارعة الحرة فقد تأخر دخولها في برنامج الألعاب الأولمبية حتى الدورة الثالثة سنة 1904 في سانت لويس في الولايات المتحدة الأميركية.
وكان الخلط كبيرا بين المصارعة (الغريكو- رومان) والمصارعة الحرة، مما دفع السويديين لعدم الاعتراف بالمصارعة الحرة، فأبعدت عن دورة سنة 1912، واقتصرت الدورة على لعبة (الغريكو – رومان).
استمرت قواعد وطرق اللعب بين هذين النوعين من المصارعة متداخلة حتى عام 1921 فتشكل الاتحاد الدولي للمصارعة، وقام بفصل النوعين عن بعضهما، ووضع قواعد موحدة لكل من الطريقتين وقانونا خاصا لكل منهما، فرفع ذلك العمل مستوى اللعب، وظهر الفرق واضحا في الدورة الأولمبية الثامنة التي أقيمت في باريس عام 1924 إذ تميزت هذه الدورة بمستوى رفيع من المصارعة.
وتعتبر دول الاتحاد السوفيتي ورومانيا والمجر والسويد وفنلندا وبلغاريا وتركيا وإيران واليابان وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية من أهم الدول في هذه اللعبة وهي التي استحوذت على الميداليات الذهبية في الدورات الأولمبية، وبطولات العالم المختلفة.
احتضنت مصر الفرعونية هذه الرياضة، وأولتها كثيرا من الاهتمام، تدل على ذلك الآثار الفرعونية الموجودة في مقابر بني حسن، والتي تمثل رسومها مائتين وعشرين حركة مصارعة، تشابه حركات المصارعة الحرة الحالية. ثم انتقلت هذه اللعبة عن طريق المصريين إلى بلاد الإغريق.
ولم تكن المصارعة حكرا على الفراعنة في تلك الحقبة التاريخية، وإنما شاركهم في ممارستها الآشوريون، وكذلك الصينيون الذين كانوا يقيمون يوما خاصا لعروضها خلال الاحتفالات الدينية المتعددة المناسبات.
وعرفها أيضا اليابانيون وأقاموا لها أول بطولة عام 25 ق.م. وكانت مصارعة (السومو) أشهر الأنواع التي مارسوها وكان مصارعوها عمالقة تتراوح أوزانهم بين 300 رطل و 400 رطل إنكليزي، والمباريات تتم عادة بحضور الإمبراطور. ومن المؤكد أن الهنود الحمر عرفوا هذه الرياضة أيضا قبل وصول كريستوف كولومبس إلى الشواطئ الأميركية بزمن طويل.
أما المصارعة التي نعرفها اليوم فتعود في أصولها إلى الشعوب الإغريقي من الناحية البدنية، وذلك بإقامة المباريات الرياضية كوسيلة لتنمية القوة والبناء المتماثل والمتناسق لأجزاء الجسم، ولمساعدة الجنود على اكتساب اللياقة البدنية. باعتبار جسم المصارع من النماذج الجيدة التي تتوافر فيها مقومات جمال الجسم الرياضي، ولا يفوقه في ذلك غير جسم رامي القرص فصنفت المصارعة مع الجري والوثب كأنواع رياضية لا تتطلب استخدام أداة، واعتبرت فنا متحضرا يمكن بواسطته قهر الجهل والقوة الغاشمة، فمجدها شعراؤهم وكتابهم، ونقشوا حركاتها وأوضاع مصارعيها على نقودهم وأوانيهم الخزفية، وخلد شاعرهم (بيندار) أسطورة تقول أن إلهة أثينا علمت (تيزيوس) المصارعة، فلقبه الإغريق بأبي المصارعة العلمية.
وكثيرة هي الأساطير اليونانية التي تتحدث عن المصارعة، كالمعركة التي حدثت بين (زيوس وكرونوز) ووصفها الشعراء، حيث أعلنوا من فوق قمة جبل أولمبيا 776 ق.م. أن أقوى آلهة اليونان يصارع من أجل الاستيلاء على الأرض، ثم أقاموا الاحتفالات الدينية والرياضية في وادي ذلك الجبل تخليدا لذكرى انتصار (زيوس) فكانت الأسطورة الأساس الذي بسببه، أقيمت المباريات الأولمبية القديمة.
ولقد عرف الإغريق نوعين من المصارعة :
- مصارعة يكون المتصارعون في بدايتها واقفين
- مصارعة يكون المتصارعون في بدايتها جالسين.
ثم غزا الرومان بلاد الإغريق بعد ذلك، وأشرفوا على الألعاب الأولمبية، فتحولت المصارعة في عهدهم إلى رياضة مميتة، تؤدي بغرض الترفيه عن الجمهور، واستخدموا فيها الأسلحة كالرمح والسيف، وسموا المصارع (جلادياتور).
وبما أن الإغريق أعرق حضارة وأكثر ثقافة من الرومان فقد استخدمهم الرومان كعبيد في بلادهم، لتعليم الشباب الروماني المصارعة وفنونها، ونتيجة لهذا التمازج الحضاري والثقافي، وجدت المصارعة المعروفة (بالغريكو – رومان) حيث اندمجت طرق المسك الرومانية مع الطرق الإغريقية القديمة، وما زالت المصارعة تسمى بهذا حتى في أيامنا هذه.
لم تنطفئ جذوة الولع بالمصارعة، واستمرت هذه اللعبة بالتطور والانتشار فانتقلت إلى بريطانيا في العصور الوسطى، وازدهرت كلعبة رياضية شعبية وفي مجال التدريب العسكري، وأقيمت المهرجانات الرياضية والمباريات المتعددة في لعبة المصارعة التي أعجبت شكسبير وشوسر، اللذين نظما أشعارا وصفا فيها المصارعة والمهارة والقوة التي يتمتع بها المصارعون.
أما ألمانيا فقد انتقلت إليها هذه الرياضة وكانت أول عروضها فيها سنة 1880 ومن ثم أنشئ اتحادها الألماني سنة 1891 في بلدة ديوزبورغ، ويعتبر فلادنتروين وباسيدو الألمانيان (1723 – 1790 ) من الرواد الأوائل للمصارعة الحديثة.
وصنفت المصارعة من الألعاب الرياضية الأساسية في أولمبياد أثينا الأول عام 1896 وخاصة المصارعة (الغريكو – رومان) أما المصارعة الحرة فقد تأخر دخولها في برنامج الألعاب الأولمبية حتى الدورة الثالثة سنة 1904 في سانت لويس في الولايات المتحدة الأميركية.
وكان الخلط كبيرا بين المصارعة (الغريكو- رومان) والمصارعة الحرة، مما دفع السويديين لعدم الاعتراف بالمصارعة الحرة، فأبعدت عن دورة سنة 1912، واقتصرت الدورة على لعبة (الغريكو – رومان).
استمرت قواعد وطرق اللعب بين هذين النوعين من المصارعة متداخلة حتى عام 1921 فتشكل الاتحاد الدولي للمصارعة، وقام بفصل النوعين عن بعضهما، ووضع قواعد موحدة لكل من الطريقتين وقانونا خاصا لكل منهما، فرفع ذلك العمل مستوى اللعب، وظهر الفرق واضحا في الدورة الأولمبية الثامنة التي أقيمت في باريس عام 1924 إذ تميزت هذه الدورة بمستوى رفيع من المصارعة.
وتعتبر دول الاتحاد السوفيتي ورومانيا والمجر والسويد وفنلندا وبلغاريا وتركيا وإيران واليابان وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية من أهم الدول في هذه اللعبة وهي التي استحوذت على الميداليات الذهبية في الدورات الأولمبية، وبطولات العالم المختلفة.