بطولة العراق في المصارعة
اول قمة محلية في المصارعة في الموسم الحالي 2011 أنتجت هيمنة أندية المؤسسات على نتائجها وبروز مواهب واعدة وبداية احتراف منظم. «الاسبوعية» تابعت وقائع البطولة التي جرت على بساط نادي الاعظمية في بغداد، في مطلع آذار (مارس) الحالي، والتقت أركان اللعبة، وخرجت بمؤشرات وملاحظات.
قبل اعلان النتائج النهائية وصعود الفرق الى منصة التتويج، اعلن مذيع قاعة نادي الاعظمية عن الاحتفاء ببطل العرب وآسيا السابق المصارع جاسم بريسم لمناسبة اعتزاله اللعب، فتقدم نحو البساط من جهة، ومن الجهة الاخرى دخل البطل الآسيوي الحالي علي ناظم حامل الوسام النحاسي لدورة الالعاب الاسيوية (غوانزو 2010) في رمزية جميلة وإشارة الى تواصل اجيال اللعبة.
بين حركة استعراضية و«مسكة» ودية قدم المصارعان عرضا لدقيقة انتهت بقيام البطل الشاب الحالي بحمل البطل المعتزل على كتفيه، وقد دار به في ارجاء القاعة التي ضجت بالتصفيق. و المصارع بريسم (وهو شقيق البطل الاسيوي والدولي السابق عبد الرحمن بريسم) اتجه نحو التدريب بعد اعتزاله الفعلي مؤخرا وانضم الى الملاك التدريبي لمنتخب العراق بالمصارعة الرومانية، اما البطل علي ناظم، فقد احرز المركز الاول في وزن 120 كيلوغراماً رومانية في بطولة العراق للمتقدمين 2011.
لمسة الوفاء تكررت في المشهد التالي إذ جرى الاحتفاء ببطل المصارعة السابق انور هاشم (من جيل الثمانينيات)، وقد حمله البطل الحالي احمد جمعة (بطل الدورة العربية السابقة) وطاف به وسط تصفيق مماثل تصاعد بمبادرة اتحاد اللعبة الى تكريم المصارعين المعتزلين ماديا ومعنويا.
وكان الاتحاد العراقي للمصارعة قد دشن موسمه الحالي بتنظيم بطولة العراق للمتقدمين في فعاليتي الحرة (28 شباط- 2 اذار) والرومانية (2 الى 5 آذار)، وقد شهدت مشاركة واسعة للأندية والمؤسسات التي تدعم هذه الرياضة ، اذ بلغ عدد الاندية المشاركة في الحرة 48 ناديا زج بـ246 مصارعا فيما تنافس في الرومانية 41 ناديا بمشاركة اكثر من 2000 مصارع انسحب بعضهم من النزالات بسبب تدني المستوى الفني او لأسباب اخرى. وقد تباينت آراء المتابعين حول العدد الكبير من المشاركين، ولو أن الجميع اتفقوا على انها علامة صحة تؤشر الى اتساع قاعدة اللعبة، مع بروز رأي يقول ان بعض الاندية تشارك لاغراض انتخابية، منذ الموسم الماضي، إذ يحق، وبحسب تعليمات الاتحاد، لكل ناد أن يصبح عضوا في الهيئة العامة كما يحق له الانتخاب والترشح، في حال مشاركة اربعة مصارعين منه في بطولتين من البطولات التي ينظمها الاتحاد كل موسم.
منافسات الحرة
هيمنت ثلاثة اندية (بغدادية) على منافسات المصارعة الحرة وتركت للآخرين هامشا صغيرا من النتائج الفردية، وبالتالي الفرقية، ونال نادي بغدادي رابع المرتبة الثالثة (مكرر). وبحسب تعليمات اتحاد اللعبة المستندة الى التعليمات الجديدة للاتحادين الاسيوي والدولي التي تعتبر الفريق الفائز في المركز الرابع فائزا بلقب الفائز الثالث ايضا، وقد شهدت النزالات بروز مصارعين شباب اثبتوا كفاءة امام المتقدمين.
اسفرت نتائج وزن (55 كيلوغراماً) عن فوز مصارع الحدود انمار رشيد في المركز الاول، حل بعده سيف سلمان من نادي بغداد، وحل بكر مصطفى من الحدود ايضا في المركز الثالث (فوز اثنين من الحدود يكسب النادي نقاطا مضافة) وجاء مهند عباس (الشرطة) ثالثا مكررا.
في وزن 60 كيلوغراماً تقدم الشرطة الى المركز الاول بواسطة مصارعه علي وليد منصور، واحتل نادي بغداد المركزين الثاني والثالث بجهود مصارعيه نوار عبد الجليل وعبد الوهاب عبد الرزاق، وفي هذا الوزن وضع نادي ميسان قدما له في التسلسل الثالث أيضا بفوز المصارع محمد ثابت مال الله.
خلال الوزن الثالث (66 كيلوغراماً) عاد الحدود الى الصدارة، ففاز المصارع علي محمد جاسم أولاً، تبعه مصارع الشرطة داود سلمان، ثم مصارع نادي الثورة من كركوك برهم عبد الكريم، ثم المصارع احمد عبد المنعم من مركز النعمان للمصارعة. واسفرت منافسات الوزن 74 كيلوغراماً عن فوز هشام مجيد (الحدود) بالمركز الاول وحل وسام بسام (شرطة) في المرتبة الثانية، فيما كانت حصة نادي بغداد المركزين الثالث و(ثالث مكرر) بواسطة المصارعين احمد محسن واحمد رشيد.
فرقد بسام احرز المركز الاول للشرطة في وزن 84 كيلوغراماً، وحل المصارع مصطفى رشيد (حدود) في المركز الثاني ثم حصل نادي بغداد على المركزين الثالث بواسطة كرار احمد وسيف حسين.
في الوزن الثقيل (96 كيلو) احرز بهنام مراد (نادي الثورة الكركوكلي) المركز الاول وتبعه مصارع بغداد محمد سهيل، وجاء بعده مصارع الحدود علاء عيسى ومصارع بغداد محمد عبد الرحمن بريسم.
ناديان من اندية المحافظات دخلا بقوة حلبة التنافس في المركز الاثقل (120 كيلو)، وكان المركز الاول من نصيب مصارع الحدود يحيى عبد الكريم، والثاني حصة نادي الثورة – كركوك وللمصارع هيوا حسن، وحل ثالثا عمر كاظم من نادي ميسان، وثالثا مكرر مصارع الحدود محمد صباح.
على منصة التتويج الفرقي حل ممثل نادي الحدود بعدما جمع 59 نقطة في المركز الاول، والى يمينه في المركز الثاني ممثل نادي بغداد 55 نقطة، والى يساره في المركز الثالث ممثلا الشرطة (52 نقطة) ومركز النعمان الذي جمع 34 نقطة.
«الاسبــوعية» قــرأت مـع مختــصين ومــدربــين ومتابعــين نتــائج منــافسات المصــارعة الحرة ودلالاتها. مدرب سابق للمنتخب الوطني هو محمد جبر شاهين قال إن العدد الكبير، من الأندية والمصارعين اثر على التنظيم ومع هذا فهو جيد، كما اثر على وقت البطولة التي امتدت لأيام وأدى الى إرهاق المحكمين، وكذلك على تحضيرات المصارعين (الاصحاء) وبهذه المناسبة نقول إن توافر قاعة للاحماء اصبح ضروريا.
عن المستوى الفني لمنافسات الحرة قال شاهين: إنها افرزت خامات جيدة في اوزان عدة كالمصارعين نوار عبد الجليل وسيف حسين وعلي محمد ووسام بسام وفريد بسام ومحمد سهيل ويحيى عبد الكريم ومن بينهم اصحاب خبرة. وأضاف: لقد ظهرت اندية ومصارعون في مستوى ضعيف وكأنهم جاءوا للمشاركة فقط، وهنا لا بد من الاشادة، من جهة اخرى، بجهود الاتحاد وابطال اللعبة.
وللمتابع والناشط الرياضي شاكر محمود رأي في الموضوع. محمود قال لـ«الاسبوعية»: من بين العدد الكبير لم يبرز سوى عدد قليل من المصارعين الموهوبين، 5 الى 6 مصارعين، والكم الكبير من المشاركين جاء لأغراض انتخابية وقد أربك العملية التنظيمية والفنية ومع هذا فإن المصارعة بخير.
مفارقات
وفي موقف غريب خطف اداري نادي الثورة في كركوك ساعة التوقيت من على منضدة حكام البطولة واتجه بها نحو رئيس الاتحاد عبد الكريم حميد (زعيم) طالبا منه التدخل في نتيجة نزال في الرومانية، فور اعلان الحكم فوز مصارع من الحدود على منافسه من نادي الثورة، مدعيا أن الساعة تشير الى تجاوز الوقت المقرر للنزال بـ35 ثانية سجل فيها المصارع الفائز نقطتي الفوز، لكن اعتراضه لم يفلح اذ ايد الحكام صحة القرار وسط فوضى سادت القاعة.
مدرب نادي الحدود جمال ناصر، وهو مدرب المنتخب الوطني في الرومانية، قال لـ«الاسبوعية» معلقا على ما حدث: ان الوقت الاصلي انتهى بتقدم مصارع نادينا 3-2 نقطة، والحكم لم يحتسب النقطة التي جاءت في الوقت المضاف، والنزال كان قويا إذ ان مصارع نادي الثورة هو مصارع ايراني ومن ابطال اللعبة في بلاده، ويحترف في النادي العراقي وبعض الاندية اشركت رياضيين ايرانيين محترفين من بينها نادي الثورة.
وفي موضوع مشاركة رياضيين محترفين (أجانب) في بطولة العراق قال أمين سر الاتحاد محمد عبد الستار: تبعا لنظام البطولة واللائحة التي اصدرها الاتحاد فقد سمح لكل ناد التعاقد مع 4 مصارعين محترفين من خارج العراق، وقد تعاقد نادي الثورة مع مصارعين ايرانيين شاركوا في البطولة، وفق عقود مصدقة وهم مصارعون جيدون. والهدف من اشراك هؤلاء الرياضيين المحترفين، كما يقول عضو الاتحاد علي قاسم هو، زيادة الاحتكاك والتنافس بين المصارعين الذين نعدهم، من خلال هذه المنافسات والمشاركات المقبلة للدورة الرياضية العربية التي ستقام في قطر خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
نادي الحدود هيمن على منافسات المصارعة الرومانية ايضا بل استحوذ مصارعوه على المركز الاول في خمسة اوزان من المنافسة.
وأسفرت النزالات الفردية عن فوز مصارع الكهرباء محمد عباس شياع بالمركز الاول في وزن 55 كيلو وحل مصارع الحدود امجد نجاح في المركز الثاني، ومن بعده مصارع الشرطة سرمد هاشم ثم مصارع الحدود احمد ناطق. في وزن 60 كيلو جاء احمد جمعة، مصارع الحدود، في المركز الاول، ومصارع الشرطة علي صفاء ثانيا ومن بعده مصارع بغداد ضرغام عباس، ثم مصارع الحدود علي نجاح، ومصارعا الحدود حسين عباس وبشار محمد علي استحوذا على المركزين الاول والثاني في وزن 66 كيلو، وتقاسم نادي الشرطة الفوز في هذا الوزن، واحرز المركز الثالث والمكرر المصارعان محمد كريم وطه ياسين.
نتائج وزن 74 كيلو جاءت لصالح ايمن حميد (الحدود) الذي حل في المركز الاول، وازاد سعيد (نادي الثورة) الذي احرز المرتبة الثانية، وحيدر كريم (الشرطة) الذي حل ثالثا، ومن ثم مصارع الحدود فاضل مهدي.
عادل غازي مصارع الحدود كان على رأس فائزي وزن 84 كيلو، وفي المراكز الاخرى جاء المصارعون حيدر جاسب (الكهرباء) ولؤي صبح (الحدود) وعلي كاظم من الشرطة.
وزن (96) كيلو شهد تنافسا ثقيلا اسفر عن فوز مصارع الشرطة علي خلف بالمرتبة الاولى، وجاء بعده مصارع الحدود ياس محمد علي، ومن ثم ياسر حسين من الشرطة ايضا، وسيف علي من نادي الكهرباء.
في الوزن الاخير (120 كيلو) احرز البطل الاسيوي علي ناظم المركز الاول وحل مصارع الشرطة ماجد حميد بالمرتبة الثانية، اما مصارع الكهرباء علي مجيد فقد احرز المركز الثالث وحل بعده مصارع الجيش قسور عبد الملك.
فرقيا توج الحدود، ايضا، بطلا لمنافسات الرومانية برصيد 68 نقطة، وأحرز المركز الثاني نادي الشرطة وقد جمع 60 نقطة، وتمكن الكهرباء وبرصيد 43 نقطة من تبوؤ المركز الثالث، اما المركز المكرر فكان من نصيب نادي الثورة من كركوك الذي خرج برصيد 32 نقطة.
هذا هو السبب
القراءة الاخيرة للنتائج والمستويات التي تحققت في بطولة العراق للمتقدمين تظهر استحواذ عدد قليل من الاندية وهيمنتها على النتائج الفردية والفرقية، وهي أندية الحدود وبغداد والشرطة والكهرباء، وبدرجة اقل نادي الثورة الكركوكلي، مع ملاحظة ان هذه الاندية، باستثناء الثورة، من اندية المؤسسات مما يؤشر، ايضا، الى غياب دور الاندية الاهلية، والاندية العريقة في هذه اللعبة، كالكاظمية والاعظمية وان ظهر مركز النعمان للمصارعة كبديل عن النادي الاخير.
ويقول المدرب مصطفى عباس لـ«الاسبوعية»: ان اندية المؤسسات تدعم رياضة المصارعة، ويتمثل هذا الدعم بالعقود والرواتب الجيدة، ولهذا أخذ المصارعون ومنهم ابطال العراق، يتجهون نحو هذه الاندية، بحثا عن وضع مادي يساعدهم على تطوير مستوياتهم، وهو أمر مشروع تماما، اذ لم تعد الرياضة مجرد هواية وقد دخلها الاحتراف في معظم العابها.
عباس يرى ان مستوى بطولة العراق جيد وقد اعجبه مستوى المصارعين هشام مجيد وعلي محمد اللذين يمتازان بتقنية جيدة ولياقة بدنية عالية، كما ظهر المصارع الشاب داود سلمان في مستوى ممتاز مع ملاحظة ان بعض الاندية شاركت من اجل المشاركة لا أكثر.
مدرب نادي بغداد في الحرة مروان سهيل ذكر لـ«الاسبوعية» ان حلول فريقه في المركز الثاني في هذه الفعالية وبعد تنافس شديد مع نادي الحدود، وبفارق اربع نقاط، جاء ثمرة لجهود مصارعيه واغلبهم من الشباب الذين يتوسم فيهم مستقبلا كبيرا.
عضو لجنة الحكام لبيب جمال عبد اللطيف وهو حكم دولي درجة اولى ومؤهل للتحكيم في الاولمبياد اكد بدوره لـ«الاسبوعية» أن التحكيم كان جيدا في البطولة، رغم ان العدد الكبير من المصارعين المشاركين فيها وطوال فترة البطولة ارهق المحكمين، وولّد ضغطا على هيئات التحكيم، ومع هذا فقد جرت الامور من دون منغصات تذكر.
بالمناسبة دعا نائب رئيس الاتحاد ابراهيم خليل الاندية الرياضية الى مواصلة دعم رياضة المصارعة من خلال ما تقدمه للمدربين والمصارعين متمنيا ان لا تعتمد بعض الاندية على «المصارع الجاهز» وأن تعمل على احتضان المصارعين الشباب
اول قمة محلية في المصارعة في الموسم الحالي 2011 أنتجت هيمنة أندية المؤسسات على نتائجها وبروز مواهب واعدة وبداية احتراف منظم. «الاسبوعية» تابعت وقائع البطولة التي جرت على بساط نادي الاعظمية في بغداد، في مطلع آذار (مارس) الحالي، والتقت أركان اللعبة، وخرجت بمؤشرات وملاحظات.
قبل اعلان النتائج النهائية وصعود الفرق الى منصة التتويج، اعلن مذيع قاعة نادي الاعظمية عن الاحتفاء ببطل العرب وآسيا السابق المصارع جاسم بريسم لمناسبة اعتزاله اللعب، فتقدم نحو البساط من جهة، ومن الجهة الاخرى دخل البطل الآسيوي الحالي علي ناظم حامل الوسام النحاسي لدورة الالعاب الاسيوية (غوانزو 2010) في رمزية جميلة وإشارة الى تواصل اجيال اللعبة.
بين حركة استعراضية و«مسكة» ودية قدم المصارعان عرضا لدقيقة انتهت بقيام البطل الشاب الحالي بحمل البطل المعتزل على كتفيه، وقد دار به في ارجاء القاعة التي ضجت بالتصفيق. و المصارع بريسم (وهو شقيق البطل الاسيوي والدولي السابق عبد الرحمن بريسم) اتجه نحو التدريب بعد اعتزاله الفعلي مؤخرا وانضم الى الملاك التدريبي لمنتخب العراق بالمصارعة الرومانية، اما البطل علي ناظم، فقد احرز المركز الاول في وزن 120 كيلوغراماً رومانية في بطولة العراق للمتقدمين 2011.
لمسة الوفاء تكررت في المشهد التالي إذ جرى الاحتفاء ببطل المصارعة السابق انور هاشم (من جيل الثمانينيات)، وقد حمله البطل الحالي احمد جمعة (بطل الدورة العربية السابقة) وطاف به وسط تصفيق مماثل تصاعد بمبادرة اتحاد اللعبة الى تكريم المصارعين المعتزلين ماديا ومعنويا.
وكان الاتحاد العراقي للمصارعة قد دشن موسمه الحالي بتنظيم بطولة العراق للمتقدمين في فعاليتي الحرة (28 شباط- 2 اذار) والرومانية (2 الى 5 آذار)، وقد شهدت مشاركة واسعة للأندية والمؤسسات التي تدعم هذه الرياضة ، اذ بلغ عدد الاندية المشاركة في الحرة 48 ناديا زج بـ246 مصارعا فيما تنافس في الرومانية 41 ناديا بمشاركة اكثر من 2000 مصارع انسحب بعضهم من النزالات بسبب تدني المستوى الفني او لأسباب اخرى. وقد تباينت آراء المتابعين حول العدد الكبير من المشاركين، ولو أن الجميع اتفقوا على انها علامة صحة تؤشر الى اتساع قاعدة اللعبة، مع بروز رأي يقول ان بعض الاندية تشارك لاغراض انتخابية، منذ الموسم الماضي، إذ يحق، وبحسب تعليمات الاتحاد، لكل ناد أن يصبح عضوا في الهيئة العامة كما يحق له الانتخاب والترشح، في حال مشاركة اربعة مصارعين منه في بطولتين من البطولات التي ينظمها الاتحاد كل موسم.
منافسات الحرة
هيمنت ثلاثة اندية (بغدادية) على منافسات المصارعة الحرة وتركت للآخرين هامشا صغيرا من النتائج الفردية، وبالتالي الفرقية، ونال نادي بغدادي رابع المرتبة الثالثة (مكرر). وبحسب تعليمات اتحاد اللعبة المستندة الى التعليمات الجديدة للاتحادين الاسيوي والدولي التي تعتبر الفريق الفائز في المركز الرابع فائزا بلقب الفائز الثالث ايضا، وقد شهدت النزالات بروز مصارعين شباب اثبتوا كفاءة امام المتقدمين.
اسفرت نتائج وزن (55 كيلوغراماً) عن فوز مصارع الحدود انمار رشيد في المركز الاول، حل بعده سيف سلمان من نادي بغداد، وحل بكر مصطفى من الحدود ايضا في المركز الثالث (فوز اثنين من الحدود يكسب النادي نقاطا مضافة) وجاء مهند عباس (الشرطة) ثالثا مكررا.
في وزن 60 كيلوغراماً تقدم الشرطة الى المركز الاول بواسطة مصارعه علي وليد منصور، واحتل نادي بغداد المركزين الثاني والثالث بجهود مصارعيه نوار عبد الجليل وعبد الوهاب عبد الرزاق، وفي هذا الوزن وضع نادي ميسان قدما له في التسلسل الثالث أيضا بفوز المصارع محمد ثابت مال الله.
خلال الوزن الثالث (66 كيلوغراماً) عاد الحدود الى الصدارة، ففاز المصارع علي محمد جاسم أولاً، تبعه مصارع الشرطة داود سلمان، ثم مصارع نادي الثورة من كركوك برهم عبد الكريم، ثم المصارع احمد عبد المنعم من مركز النعمان للمصارعة. واسفرت منافسات الوزن 74 كيلوغراماً عن فوز هشام مجيد (الحدود) بالمركز الاول وحل وسام بسام (شرطة) في المرتبة الثانية، فيما كانت حصة نادي بغداد المركزين الثالث و(ثالث مكرر) بواسطة المصارعين احمد محسن واحمد رشيد.
فرقد بسام احرز المركز الاول للشرطة في وزن 84 كيلوغراماً، وحل المصارع مصطفى رشيد (حدود) في المركز الثاني ثم حصل نادي بغداد على المركزين الثالث بواسطة كرار احمد وسيف حسين.
في الوزن الثقيل (96 كيلو) احرز بهنام مراد (نادي الثورة الكركوكلي) المركز الاول وتبعه مصارع بغداد محمد سهيل، وجاء بعده مصارع الحدود علاء عيسى ومصارع بغداد محمد عبد الرحمن بريسم.
ناديان من اندية المحافظات دخلا بقوة حلبة التنافس في المركز الاثقل (120 كيلو)، وكان المركز الاول من نصيب مصارع الحدود يحيى عبد الكريم، والثاني حصة نادي الثورة – كركوك وللمصارع هيوا حسن، وحل ثالثا عمر كاظم من نادي ميسان، وثالثا مكرر مصارع الحدود محمد صباح.
على منصة التتويج الفرقي حل ممثل نادي الحدود بعدما جمع 59 نقطة في المركز الاول، والى يمينه في المركز الثاني ممثل نادي بغداد 55 نقطة، والى يساره في المركز الثالث ممثلا الشرطة (52 نقطة) ومركز النعمان الذي جمع 34 نقطة.
«الاسبــوعية» قــرأت مـع مختــصين ومــدربــين ومتابعــين نتــائج منــافسات المصــارعة الحرة ودلالاتها. مدرب سابق للمنتخب الوطني هو محمد جبر شاهين قال إن العدد الكبير، من الأندية والمصارعين اثر على التنظيم ومع هذا فهو جيد، كما اثر على وقت البطولة التي امتدت لأيام وأدى الى إرهاق المحكمين، وكذلك على تحضيرات المصارعين (الاصحاء) وبهذه المناسبة نقول إن توافر قاعة للاحماء اصبح ضروريا.
عن المستوى الفني لمنافسات الحرة قال شاهين: إنها افرزت خامات جيدة في اوزان عدة كالمصارعين نوار عبد الجليل وسيف حسين وعلي محمد ووسام بسام وفريد بسام ومحمد سهيل ويحيى عبد الكريم ومن بينهم اصحاب خبرة. وأضاف: لقد ظهرت اندية ومصارعون في مستوى ضعيف وكأنهم جاءوا للمشاركة فقط، وهنا لا بد من الاشادة، من جهة اخرى، بجهود الاتحاد وابطال اللعبة.
وللمتابع والناشط الرياضي شاكر محمود رأي في الموضوع. محمود قال لـ«الاسبوعية»: من بين العدد الكبير لم يبرز سوى عدد قليل من المصارعين الموهوبين، 5 الى 6 مصارعين، والكم الكبير من المشاركين جاء لأغراض انتخابية وقد أربك العملية التنظيمية والفنية ومع هذا فإن المصارعة بخير.
مفارقات
وفي موقف غريب خطف اداري نادي الثورة في كركوك ساعة التوقيت من على منضدة حكام البطولة واتجه بها نحو رئيس الاتحاد عبد الكريم حميد (زعيم) طالبا منه التدخل في نتيجة نزال في الرومانية، فور اعلان الحكم فوز مصارع من الحدود على منافسه من نادي الثورة، مدعيا أن الساعة تشير الى تجاوز الوقت المقرر للنزال بـ35 ثانية سجل فيها المصارع الفائز نقطتي الفوز، لكن اعتراضه لم يفلح اذ ايد الحكام صحة القرار وسط فوضى سادت القاعة.
مدرب نادي الحدود جمال ناصر، وهو مدرب المنتخب الوطني في الرومانية، قال لـ«الاسبوعية» معلقا على ما حدث: ان الوقت الاصلي انتهى بتقدم مصارع نادينا 3-2 نقطة، والحكم لم يحتسب النقطة التي جاءت في الوقت المضاف، والنزال كان قويا إذ ان مصارع نادي الثورة هو مصارع ايراني ومن ابطال اللعبة في بلاده، ويحترف في النادي العراقي وبعض الاندية اشركت رياضيين ايرانيين محترفين من بينها نادي الثورة.
وفي موضوع مشاركة رياضيين محترفين (أجانب) في بطولة العراق قال أمين سر الاتحاد محمد عبد الستار: تبعا لنظام البطولة واللائحة التي اصدرها الاتحاد فقد سمح لكل ناد التعاقد مع 4 مصارعين محترفين من خارج العراق، وقد تعاقد نادي الثورة مع مصارعين ايرانيين شاركوا في البطولة، وفق عقود مصدقة وهم مصارعون جيدون. والهدف من اشراك هؤلاء الرياضيين المحترفين، كما يقول عضو الاتحاد علي قاسم هو، زيادة الاحتكاك والتنافس بين المصارعين الذين نعدهم، من خلال هذه المنافسات والمشاركات المقبلة للدورة الرياضية العربية التي ستقام في قطر خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
نادي الحدود هيمن على منافسات المصارعة الرومانية ايضا بل استحوذ مصارعوه على المركز الاول في خمسة اوزان من المنافسة.
وأسفرت النزالات الفردية عن فوز مصارع الكهرباء محمد عباس شياع بالمركز الاول في وزن 55 كيلو وحل مصارع الحدود امجد نجاح في المركز الثاني، ومن بعده مصارع الشرطة سرمد هاشم ثم مصارع الحدود احمد ناطق. في وزن 60 كيلو جاء احمد جمعة، مصارع الحدود، في المركز الاول، ومصارع الشرطة علي صفاء ثانيا ومن بعده مصارع بغداد ضرغام عباس، ثم مصارع الحدود علي نجاح، ومصارعا الحدود حسين عباس وبشار محمد علي استحوذا على المركزين الاول والثاني في وزن 66 كيلو، وتقاسم نادي الشرطة الفوز في هذا الوزن، واحرز المركز الثالث والمكرر المصارعان محمد كريم وطه ياسين.
نتائج وزن 74 كيلو جاءت لصالح ايمن حميد (الحدود) الذي حل في المركز الاول، وازاد سعيد (نادي الثورة) الذي احرز المرتبة الثانية، وحيدر كريم (الشرطة) الذي حل ثالثا، ومن ثم مصارع الحدود فاضل مهدي.
عادل غازي مصارع الحدود كان على رأس فائزي وزن 84 كيلو، وفي المراكز الاخرى جاء المصارعون حيدر جاسب (الكهرباء) ولؤي صبح (الحدود) وعلي كاظم من الشرطة.
وزن (96) كيلو شهد تنافسا ثقيلا اسفر عن فوز مصارع الشرطة علي خلف بالمرتبة الاولى، وجاء بعده مصارع الحدود ياس محمد علي، ومن ثم ياسر حسين من الشرطة ايضا، وسيف علي من نادي الكهرباء.
في الوزن الاخير (120 كيلو) احرز البطل الاسيوي علي ناظم المركز الاول وحل مصارع الشرطة ماجد حميد بالمرتبة الثانية، اما مصارع الكهرباء علي مجيد فقد احرز المركز الثالث وحل بعده مصارع الجيش قسور عبد الملك.
فرقيا توج الحدود، ايضا، بطلا لمنافسات الرومانية برصيد 68 نقطة، وأحرز المركز الثاني نادي الشرطة وقد جمع 60 نقطة، وتمكن الكهرباء وبرصيد 43 نقطة من تبوؤ المركز الثالث، اما المركز المكرر فكان من نصيب نادي الثورة من كركوك الذي خرج برصيد 32 نقطة.
هذا هو السبب
القراءة الاخيرة للنتائج والمستويات التي تحققت في بطولة العراق للمتقدمين تظهر استحواذ عدد قليل من الاندية وهيمنتها على النتائج الفردية والفرقية، وهي أندية الحدود وبغداد والشرطة والكهرباء، وبدرجة اقل نادي الثورة الكركوكلي، مع ملاحظة ان هذه الاندية، باستثناء الثورة، من اندية المؤسسات مما يؤشر، ايضا، الى غياب دور الاندية الاهلية، والاندية العريقة في هذه اللعبة، كالكاظمية والاعظمية وان ظهر مركز النعمان للمصارعة كبديل عن النادي الاخير.
ويقول المدرب مصطفى عباس لـ«الاسبوعية»: ان اندية المؤسسات تدعم رياضة المصارعة، ويتمثل هذا الدعم بالعقود والرواتب الجيدة، ولهذا أخذ المصارعون ومنهم ابطال العراق، يتجهون نحو هذه الاندية، بحثا عن وضع مادي يساعدهم على تطوير مستوياتهم، وهو أمر مشروع تماما، اذ لم تعد الرياضة مجرد هواية وقد دخلها الاحتراف في معظم العابها.
عباس يرى ان مستوى بطولة العراق جيد وقد اعجبه مستوى المصارعين هشام مجيد وعلي محمد اللذين يمتازان بتقنية جيدة ولياقة بدنية عالية، كما ظهر المصارع الشاب داود سلمان في مستوى ممتاز مع ملاحظة ان بعض الاندية شاركت من اجل المشاركة لا أكثر.
مدرب نادي بغداد في الحرة مروان سهيل ذكر لـ«الاسبوعية» ان حلول فريقه في المركز الثاني في هذه الفعالية وبعد تنافس شديد مع نادي الحدود، وبفارق اربع نقاط، جاء ثمرة لجهود مصارعيه واغلبهم من الشباب الذين يتوسم فيهم مستقبلا كبيرا.
عضو لجنة الحكام لبيب جمال عبد اللطيف وهو حكم دولي درجة اولى ومؤهل للتحكيم في الاولمبياد اكد بدوره لـ«الاسبوعية» أن التحكيم كان جيدا في البطولة، رغم ان العدد الكبير من المصارعين المشاركين فيها وطوال فترة البطولة ارهق المحكمين، وولّد ضغطا على هيئات التحكيم، ومع هذا فقد جرت الامور من دون منغصات تذكر.
بالمناسبة دعا نائب رئيس الاتحاد ابراهيم خليل الاندية الرياضية الى مواصلة دعم رياضة المصارعة من خلال ما تقدمه للمدربين والمصارعين متمنيا ان لا تعتمد بعض الاندية على «المصارع الجاهز» وأن تعمل على احتضان المصارعين الشباب